السودان يمنع وفد الأمم المتحدة من زيارة دارفور ويطلب مغادرته:
تصعيد جديد يفاقم الأزمة الإنسانية
بورتسودان | برق السودان
منعت السلطات السودانية وفد الأمم المتحدة برئاسة نائب منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في السودان، طوبي هارورد، من زيارة ولايتي جنوب وشرق دارفور. كما طلبت من الوفد مغادرة الأراضي السودانية، مما يعكس تصاعد التوترات بين الحكومة السودانية والمنظمات الدولية، وسط أزمة إنسانية متفاقمة نتيجة للصراع المستمر.
تصاعد التوترات بين السودان والأمم المتحدة
قرار منع الوفد الأممي يأتي في ظل تدهور الأوضاع الإنسانية في السودان، خاصة في المناطق المتأثرة بالنزاع مثل دارفور. كانت الزيارة المخططة تهدف إلى تقييم الاحتياجات الإنسانية المتزايدة وتقديم المساعدة للمتضررين، لكن رفض الحكومة السودانية يشير إلى تدهور العلاقة مع الأمم المتحدة. يُذكر أن الخرطوم سبق أن انتقدت التدخل الدولي، معتبرة أنه يُعقد الوضع ويزيد من التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية.
وفي هذا السياق، صرح مصدر في الحكومة السودانية بأن القرار يأتي ضمن جهود الدولة للحد من التدخلات الخارجية في الشؤون المحلية، مؤكدًا أن السودان قادر على إدارة الوضع الإنساني داخليًا دون الحاجة إلى إشراف خارجي. هذه التصريحات تُظهر استمرار الحكومة في التشكيك بدور المنظمات الدولية، بالرغم من الانتقادات الواسعة التي تواجهها بسبب عرقلة إيصال المساعدات الإنسانية.
انعكاسات القرار على الوضع الإنساني في دارفور
يمثل قرار منع الوفد الأممي من زيارة دارفور انتكاسة جديدة في جهود الإغاثة، خاصة وأن المنطقة تعاني من أزمة إنسانية خطيرة بسبب القتال المستمر بين القوات الحكومية وقوات الدعم السريع. تشير التقديرات إلى أن آلاف المدنيين يعانون من نقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الصحية، مما يستدعي تدخلاً إنسانياً عاجلاً.
وقد أبدت منظمات حقوق الإنسان قلقها من استمرار القيود على حركة المنظمات الإنسانية في البلاد، مشيرة إلى أن منع وفد الأمم المتحدة من الوصول إلى المناطق المتضررة قد يفاقم الأزمة، ويعرض حياة المزيد من المدنيين للخطر. ودعت المنظمات الحكومة السودانية إلى تسهيل عمل المنظمات الإنسانية لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين، مؤكدة أن ذلك يمثل التزاماً أخلاقياً وقانونياً يجب على السودان احترامه.
هذا القرار يأتي في ظل النزاع المسلح المستمر الذي اندلع في أبريل الماضي، والذي أودى بحياة العديد من المدنيين ودفع بمئات الآلاف إلى النزوح. يعتبر النزاع في دارفور أحد أعنف الصراعات في البلاد، حيث تشهد المنطقة تدهوراً كبيراً في الأوضاع الأمنية، ما يزيد من صعوبة الوصول إلى المحتاجين.