الأخبار

السودان ينزف بصمت: كل 30 ثانية نازح جديد وملايين يعيشون رحلة معاناة يومية

أرقام لا تحكي القصة كاملة

بورتسودان | برق السودان – خاص

منذ اندلاع النزاع المسلح في السودان في أبريل 2023، تتزايد الأزمة الإنسانية بوتيرة مقلقة، تاركةً وراءها ملايين الضحايا بين قتيل وجريح ونازح، في ظل استجابة دولية متواضعة لا ترقى إلى حجم الكارثة.

عائلات بأكملها تغادر بملابسها فقط، تاركة خلفها كل شيء، بما في ذلك الأمل. النزوح لم يعد مؤقتًا، بل أصبح أسلوب حياة قسريًا

نزوح قسري كل نصف دقيقة

وفقًا لتقرير صادر عن اللجنة الدولية للصليب الأحمر، فإن سودانيًا يُجبر على ترك منزله كل 30 ثانية. وبلغ عدد النازحين داخليًا أكثر من 9 ملايين، بينما فرّ ما يزيد عن 3 ملايين شخص إلى الدول المجاورة مثل تشاد، جنوب السودان، ومصر، في محاولات يائسة للبحث عن الأمان.

عائلات بأكملها تغادر بملابسها فقط، تاركة خلفها كل شيء، بما في ذلك الأمل. النزوح لم يعد مؤقتًا، بل أصبح أسلوب حياة قسريًا

زينب غصن – المستشارة الإعلامية للصليب الأحمر

في مخيم بولاية الجزيرة، تروي “مريم” (45 عامًا)، وهي أم لخمسة أطفال، قصتها:
“هربنا من الخرطوم تحت وابل الرصاص، لم نأخذ سوى بطانية وبعض الطعام. نحن الآن نعيش تحت شجرة منذ ثلاثة أشهر، ولا نعرف متى نعود أو إن كنا سنعود أصلاً.”

أرقام لا تحكي القصة كاملة

تشير تقارير الأمم المتحدة إلى مقتل أكثر من 14 ألف شخص منذ اندلاع الحرب، وإصابة عشرات الآلاف. ومع ذلك، تُجمع المنظمات الإنسانية على أن الأرقام الرسمية أقل من الواقع الفعلي، نظرًا لصعوبة الوصول إلى مناطق النزاع.

ورغم فداحة الأرقام، تؤكد زينب غصن أن “وراء كل رقم هناك قصة إنسانية فريدة”، موضحة أن التركيز على الإحصاءات أضعف التفاعل العاطفي والإنساني مع الكارثة.

شاب نازح يُدعى “علاء” (26 عامًا)، كان طالبًا جامعيًا قبل الحرب، يقول:
“فقدت أصدقائي، بيتي، ودراستي. اليوم أعيش في خيمة مع عشرة غرباء. نحن أرقام في تقارير الأمم المتحدة، لكننا بشر نحلم بالسلام.”

النداء الأخير للمجتمع الدولي

مع اشتداد الأزمة، تتعالى أصوات المنظمات الإنسانية مطالبةً بتدخل دولي فعّال، وتقديم مساعدات عاجلة للنازحين. وتقول زينب غصن:
“العالم يتعامل مع الكارثة السودانية بلا مبالاة مؤلمة. هناك حاجة فورية للتمويل والدعم اللوجستي، فالحياة اليومية في السودان أصبحت معركة من أجل البقاء.”

وفي الوقت الذي تتجه فيه الأنظار إلى صراعات أخرى حول العالم، يظل الشعب السوداني غارقًا في دوامة العنف والنسيان، منتظرًا من يعيد إليه صوته، وكرامته، ووطنه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى