الشرطة السودانية ترفض قرار البرهان بإلغاء قوائم حظر استخراج الجوازات
بورتسودان – خاص
في خطوة تعكس الصراع الداخلي داخل مؤسسات السلطة السودانية، رفضت الشرطة السودانية تنفيذ قرار قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، القاضي بإلغاء قوائم الحظر وتمكين جميع السودانيين من استخراج جوازات السفر.
وأكد مدير إدارة الجوازات والهجرة، عثمان محمد الحسن دينكاوي، أن رفع الحظر يتطلب تعديلاً قانونياً، في إشارة إلى عدم قدرة الشرطة على تنفيذ التوجيه دون مسوغات قانونية واضحة.
خلفيات القرار والموقف الرسمي
وكان البرهان، قد أصدر خطاباً يوم السبت الماضي، يوجه فيه إدارة الجوازات والهجرة بوزارة الداخلية بالسماح لجميع المواطنين بالحصول على جوازات السفر دون تمييز أو قيود، ما اعتبره البعض محاولة لكسب التأييد الشعبي في ظل الانتقادات المتزايدة لإدارته.
إلا أن الشرطة، التي تتبع فعلياً للقيادة العسكرية في بورتسودان، لم تلتزم بالتوجيه، مما يثير تساؤلات حول مدى التنسيق بين الأجهزة الأمنية والعسكرية، واحتمالية وجود خلافات داخلية حول تنفيذ سياسات النظام الحالي.
الناشطون: بروباغندا سياسية أم صراع سلطوي؟
واعتبر ناشطون أن هذه الخطوة جزء من “مسرحية سياسية”، تهدف إلى خلق بروباغندا عبر إصدار قرارات ثم التراجع عنها بحجج قانونية، في محاولة لصرف الأنظار عن الانتهاكات المستمرة ضد المواطنين.
وأشاروا إلى أن التراجع بحجة الحاجة إلى تعديل قانوني ما هو إلا تلاعب سياسي مكشوف، حيث أن القوانين في السودان كثيراً ما يتم تجاوزها لخدمة مصالح السلطة، متهمين سلطة بورتسودان بمواصلة التمييز ضد المواطنين تحت ذرائع مختلفة.
حقوق السودانيين بين قرارات السلطة وتجاوزات الأجهزة الأمنية
يأتي هذا الجدل في وقت تتصاعد فيه الانتقادات لسوء إدارة البلاد، حيث يواجه السودانيون تحديات متعددة تتعلق بالحصول على الوثائق الرسمية، في ظل الانقسامات السياسية والصراعات العسكرية المستمرة.
ويؤكد مراقبون أن رفض الشرطة لتنفيذ قرارات البرهان، إن لم يكن مخططاً له مسبقاً، فقد يكون دليلاً على ضعف سلطة القيادة في بورتسودان، وعجزها عن فرض قراراتها حتى داخل أجهزتها الأمنية.
