الأخبارتقارير

الشعب السوداني يعيش أوضاعا مروعة مع مقتل وتشريد مزيد من المدنيين

برق السودان | تقرير – متابعات

أدت الاشتباكات المستمرة التي تشهدها العاصمة السودانية الخرطوم إلى سقوط مزيد من الضحايا في صفوف المدنيين، فيما أسفر تجدد الاشتباكات في ولاية جنوب دارفور عن نزوح عدد كبير من الأهالي من مدينة نيالا.

وكشفت الأمم المتحدة عن أكثر من 5.1 مليون شخص فروا من ديارهم في السودان منذ اندلاع الاشتباكات في منتصف أبريل، بما في ذلك 4.1 مليون نازح داخلياً وأكثر من مليون شخص لجأوا خارج حدود البلاد.

أحد أهم المؤشرات على عودة الإخوان قبل عامين هو قرار تجميد عمل لجنة تفكيك أموال الإخوان من جانب الفريق عبدالفتاح البرهان

وتصل العائلات النازحة حديثاً إلى المناطق التي كانت تواجه بالفعل تحديات بسبب الأزمات القائمة، فيما تستنزف الخدمات الأساسية. ووفقاً لتقارير منذ بداية الصراع الحالي، قُتل ما لا يقل عن 435 طفلاً، كما توفي 500 طفل آخر بسبب الجوع – إلا أنه من المرجح أن يكون العدد الحقيقي أعلى من ذلك بكثير.

عبدالفتاح البرهان الداعم الأول للكتائب الإسلامية
عبدالفتاح البرهان الداعم الأول للكتائب الإسلامية
تبييت نية الحرب

كان واضحاً أن ثمة نية مبيتة لضباط كبار من الإخوان المسلمين في الجيش ظلوا يضغطون على قائده الفريق عبدالفتاح البرهان لإشعال هذه الحرب، وبحسب ما روى القيادي البارز في قوى الحرية والتغيير طه عثمان، فإنه في اليوم الذي اشتعلت فيه الحرب فجر السبت الـ 15 من أبريل الجاري كان هناك اجتماع مهم انتهى في الساعة الثالثة من فجر ذلك اليوم بين كل من البرهان وحميدتي مع الرباعية والثلاثية والأحزاب الموقعة على الاتفاق الإطاري، وانتهى الاجتماع بالاتفاق على تكوين لجنة لخفض التوتر بين الجيش والدعم السريع برئاسة الدكتور الهادي إدريس، وعضوية الفريق خالد عابدين، ممثلاً للقوات المسلحة واللواء عثمان، ممثلاً للدعم السريع، لتتلقى الرباعية والأطراف التي كانت في ذلك الاجتماع بعد ساعة من انفضاضه، أي في الرابعة صباحاً، إخطاراً من قيادة الدعم السريع في معسكر منطقة سوبا بأن قوة من الجيش تحاصر معسكرهم ومعسكرات أخرى للدعم السريع محاصرة من طرف الجيش، وتندلع الحرب بعد ذلك في الساعة التاسعة صباحاً، أي بعد ست ساعات من اجتماع البرهان وحميدتي والرباعية واتفاقهما على خفض التوتر.

عادت الحركة الإسلامية إلى المشهد السوداني منذ الانقلاب على حكومة عبدالله حمدوك في 25 أكتوبر 2021.

المخاطر المحتملة لعودة الإسلاميين للمشهد تتمثل في تفكك السودان لأن الشعب السوداني بكل أطيافه السياسية والاجتماعية يرفضون عودة التنظيم باستثناء مؤيديه وأنصاره

 

منذ ذلك التاريخ، سمح قائد الجيش الفريق عبدالفتاح البرهان، بممارسة النشاط السياسي للحركة الإسلامية، لذلك انعقد مؤتمر الحركة الإسلامية، وكان منطلقا لعودة الإسلاميين إلى عدة مناصب داخل الدولة.

6 مليون شخص فروا من ديارهم في السودان منذ اندلاع
6 مليون شخص فروا من ديارهم في السودان منذ اندلاع الحرب

عودة الإسلاميين للمشهد منذ ذلك التاريخ تعد أحد الأسباب المحورية للحرب الدائرة اليوم في السودان. وتم تمكينهم من جديد وإعادتهم للواجهة، وهم الآن من يديرون الحرب في الصفوف الأولى طمعاً في سيطرتهم على قوات الدعم السريع وقائدها حميدتي بعد سيطرتهم على الجيش السوداني؛ حتى البيانات التي تصدر اليوم بخصوص الصراع الدائر يطفو عليها أسلوب جماعة الإخوان.

قائد الجيش يدعم الكتائب الإسلامية الإخوانية والمتطرفة عسكرياً
قائد الجيش يدعم الكتائب الإسلامية الإخوانية والمتطرفة عسكرياً
الخاسر الأكبر

يتفق كثير من المراقبين، وكثير من المواطنين السودانيين أيضا، على أن الحرب الدائرة في السودان، لاتخدم أي مصلحة للشعب السوداني، الذي يبدو الخاسر الأكّبرد، في كل هذا الصراع، ويرى هؤلاء أن الهدف من تلك الحرب، هو هدف شخصي للإخوان المسلمين وقائد الجيش، يتمثل في السيطرة على الحكم، بعد نجاحهما، في استبعاد المكون المدني من حكم البلاد، عقب انقلاب أكتوبر 2021.

وتبدو خسائر تلك الحرب جليّة في كل اتجاه، إذ أن الأوضاع الإنسانية، وصلت وفقا للعديد من المنظَّمات الدولية، إلى أكثر درجاتها تدهورا، في ظل توقعات بالمزيد من التدهور، وفي ظل غياب تقديرات دقيقة لعدد ضحايا الحرب حتى الآن، فإن هناك بعضا منها يقدر عدد القتلى بثلاثة آلاف قتيل.

عودة الإخوان اليوم للمشهد السوداني تعد عودة بالقوة الجبرية

وعلى مستوى النازحين، تقول منظمة الهجرة الدولية، إن عدد النازحين في السودان بفعل الحرب، وصل إلى 2.6 مليون شخص فيما بلغ عدد اللاجئين إلى دول الجوار نحو 730 ألف شخص، كما سجلت العديد من المنظمات، انهيار الخدمات الأساسية، والبنية التحتية في المناطق التي تشهد معارك واشتباكات.

وأدى الصراع كذلك، إلى تدمير أجزاءَ كبيرة من العاصمةِ الخرطوم، وإلى زيادة حادة في أعمال العنف، المدفوعة عرقياً، و تشريد أكثر من ثلاثة ملايين سوداني، وبالإضافة إلى كل ذلك فقد أدى القتال إلى تدميرٍ كامل، للقطاع الصحي في السودان، وخروج مايقارب الثمانين مستشفى ومركزٍ صحي عن العمل، وفقا لنقابة أطباء السودان، بجانب التدمير الذي لحق بالقطاع التعليمي، وانقطاع الآلاف من السودانيين داخل السودان، عن استكمال تعليمهم، في حين يعاني الآلاف الآخرون، الذين لجأوا إلى دول الجوار، من أجل تحويل مسارهم التعليمي إلى مؤسسات تعليمية في تلك الدول.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى