الخرطوم | برق السودان ✍️ فريق التحرير
كان السودان من أوائل الدول التي أعلنت اعترافها بدولة الإمارات وذلك إبان استقلالها من بريطانيا عام 1971م، حينها كان شكل الاستقلال من الأنجليز يأخذ شكل كونفيدرالي وبهذا الإتحاد وقتها اعترف السودان بها إيماناً منه أن هذه الوحدة قد تكون نواة لوحدة أكبر في المستقبل؛ وهي الوحدة العربية التي كان يؤمن بها الرئيس السوداني الراحل جعفر نميري.
ومنذ ذلك الوقت بدأت مسيرة العطاء بين الدولتين و التي أسسها الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان “طيب الله ثراه” في السودان، في فبراير، عام 1972م، بعد تولية زمام الحكم بعام واحد، وكان من ثمارها أنها أسست لعلاقة متينة بين البلدين لا نزال نجني ثمارها حتى اليوم.
وينبع حب الشيخ زايد، للسودان وللسودانيين من أخلاق وصفات الرعيل الأول الذي عمل مع الشيخ زايد، كمستشارين وقضاة وغيرهم من المهندسين والمهنيين والذين كانوا لهم دور كبير في نهضة دولة الإمارات العربية المتحدة وتطورها على العموم.
“السودان..أول دولة يزورها الشيخ زايد بعد استقلال دولة الإمارات “
اختار المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، أن تكون أو زيارة له خارج بلاده بعد توليه زمام الحكم بعام واحد إلى السودان في فبراير، عام 1972م، للاستعانة بسواعد أبنائه وأشقائه في تأسيس دعائم الدولة الحديثة، حيث تحصلت على الخبرات والكفاءات السودانية المطلوبة في التخصصات كافة، وانصب اهتمام السودانيين والمعارين والمتدربين على إرساء قواعد ومؤسسات الدولة الإدارية.
والملاحظة المهمة أيضا أن الشيخ زايد، زار كل السودان في تلك الزيارة حيث توجه إلى دارفور وكردفان وحديقة الدندر ومدني وخلال تجواله استقل الطائرة والقطار والسيارات وفي مرات كثيرة رافقه وزراء إنابة عن الرئيس جعفر نميري، الذي كان مشغولا وقتها بمتابعة وفد الحكومة المعني بمفاوضات السلام في أديس أبابا.
والمتابع للزيارة لا تفوته بعض الإشارات الذكية للمغزى القومي لتلك الزيارة فقد تبرع الشيخ زايد، بمبلغ عشرة آلاف جنيه استرليني لجامعة الزعيم ناصر بمدينة ود مدني والتي كانت النواة لجامعة الجزيرة ويبدو أن أجواء مصالحة كامب ديفيد بعد ذلك غيرت مزاج النميري، فبدل اسم جامعة ناصر بجامعة الجزيرة.
ومن المعالم الجميلة لتلك الزيارة أيضاً أن الرئيس جعفر نميري “طيب الله ثراه” أهدى الشيخ زايد، منزلاً جميلاً بمنطقة كافوري لا يزال إلى يومنا هذا مملوكاً لأسرة الشيخ زايد، وقد استقل الرئيسان مركباً عبر النيل من أمام القصر الجمهوري إلى ذلك المنزل في ضواحي بحري على ضفاف النيل الأزرق وقد وجدت تلك الهدية صدى طيبا في نفس الشيخ زايد، ميزت علاقته بجعفر نميري، إلى مماته.
“الحلنقي يتغنى بمكارم الشيخ زايد”
كتب الشاعر السوداني إسحق الحلنقي أغنية (زايد) ولحنها الموسيقار بشير عباس، وقدمت في أحد الإحتفالات عن طريق كورال الجالية السودانية، ومن كلمات الأغنية:
زايد يا مضوي ليالينا يا مخضر كل بوادينا
تسلم يا زايد أيامك يرعاك الله تسلم لينا
الصحرا اخضرت بي زايد
فتح في الروض أحلى قلايد
توجت بلادك بالعمران كل الإمارات صارت بستان
طليت بالخير يا فجر الخير
طال عمرك طال يحميك ربك
“نميري أول رئيس دولة في العالم يزور الإمارات”
لقد لعب الرئيس الراحل جعفر نميري، دورا هاما في تطوير العلاقة السودانية مع دولة الإمارات فكان أول رئيس دولة في العالم يزور الإمارات وكان ذلك في 19 أبريل 1972م، أي بعد شهرين من زيارة الشيخ زايد، للسودان وقد رافقه وفد كبير من الوزراء ضم منصور خالد، وزير الخارجية وإبراهيم منعم منصور، وزير المالية وهي الزيارة التي احتفت بها دولة الإمارات العربية المتحدة أيما احتفاء.
وعلى خطى الشيخ زايد، في زيارتة لكل ولايات السودان، زار الرئيس السوداني نميري، كل الإمارات وأعد له برنامج حافل للزيارة شمل كل دولة الإمارات الناشئة وقتها وشارك في عدد من سباقات الهجن ولبى عددا مهولا من دعوات الولائم التي أصر شيوخ الإمارات على دعوته لها.
ولقد جنت الجالية السودانية بالإمارات ثمار تلك الزيارة ولا يزال السودانيون إلى اليوم يجنون ثمارها إضافة لقطاع المال والإستثمار وهو قطاع استفاد من الإمارات والخليج وكثير من برامج التنمية ببلادنا هي ثمرة ذلك التعاون آخرها سد مروي.
كما نذكر أنه كان مقررا صدور جريدة الإتحاد اليومية خلال شهر يونيو 1972م، ولكن رأت وزارة الإعلام الإماراتية إصدارها في 22 أبريل عام 1972م بمناسبة زيارة الرئيس السوداني جعفر نميري لدولة الإمارات العربية المتحدة.