الأخبار

الصومال تشدد على تحالفها مع الإمارات وترفض التعديات الإثيوبية على سيادتها

التوترات مع إثيوبيا بسبب اتفاقية أرض الصومال

مقديشو | برق السودان

أكد وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم فقي، أن دولة الإمارات العربية المتحدة شريك استراتيجي للصومال في مكافحة الإرهاب، مشيداً بالدور الذي تلعبه في دعم الاستقرار في البلاد. في الوقت ذاته، أعرب فقي عن رفض بلاده القاطع للاتفاقيات التي أبرمتها إثيوبيا مع إقليم أرض الصومال الانفصالي، والتي يعتبرها الصومال انتهاكاً لسيادته. يأتي هذا التصريح في ظل تصاعد التوترات بين الصومال وإثيوبيا على خلفية هذه الاتفاقيات.

وأضاف فقي، في لقاء مع قناة تلفزيونية محلية، أن الإمارات «كانت في صلب قرارات الجامعة العربية التي رفضت خطوات إثيوبيا، ولا توجد أدلة على تورطها في الموقف الإثيوبي العدواني تجاه مقديشو».

 الإمارات كانت في صلب قرارات الجامعة العربية التي رفضت خطوات إثيوبيا ولا توجد أدلة على تورطها في الموقف الإثيوبي العدواني تجاه مقديشو

أحمد معلم فقي – وزير الخارجية الصومالي 

الإمارات شريك استراتيجي للصومال في محاربة الإرهاب

كشف وزير الخارجية الصومالي أحمد معلم فقي، أن الإمارات تساهم بفعالية في الحرب ضد حركة الشباب الإرهابية، من خلال دعمها الجوي واستخدام طائرات مسيرة تستهدف مواقع الإرهابيين. وأكد فقي، أن الإمارات تعتبر حليفة لمقديشو في مساعيها لضمان الأمن والاستقرار، مشيراً إلى أن التعاون مع الإمارات يظل جزءاً أساسياً من الجهود الصومالية في القضاء على تهديدات الإرهاب.

هذا التعاون بين الإمارات والصومال يعزز من علاقاتهما الثنائية، ويظهر الدور الحيوي الذي تلعبه الإمارات في مكافحة التطرف والجماعات الإرهابية في المنطقة. وتعتبر الضربات الجوية التي تشنها الطائرات المسيرة الإماراتية جزءاً من الجهود الدولية والإقليمية لدعم الجيش الصومالي في حربه المستمرة ضد حركة الشباب التي طالما أرّقت البلاد.

التوترات مع إثيوبيا بسبب اتفاقية أرض الصومال

وفيما يتعلق بالوضع مع إثيوبيا، عبر فقي، عن قلقه من الاتفاقية التي وقعتها إثيوبيا مع إقليم أرض الصومال الانفصالي، والتي تمنحها الحق في بناء ميناء وقاعدة عسكرية على البحر الأحمر. وصف فقي هذه الاتفاقية بأنها اعتداء على السيادة الصومالية، مؤكداً أن الصومال لن يقبل بأي ترتيبات سياسية أو عسكرية تهدف إلى تقسيم البلاد أو المساس بوحدتها.

أشار وزير الخارجية إلى أن إثيوبيا لا تسعى فقط للحصول على موانئ استراتيجية عبر هذه الاتفاقية، بل تهدف إلى ضم الأراضي الصومالية إلى سيادتها، وهو ما يُعد تصعيداً خطيراً للعلاقات بين البلدين. وأوضح فقي، أن الدفاع عن التراب الوطني هو مسؤولية الصوماليين وحدهم، وأن بلاده ستتحالف مع أي طرف يدعم حماية سيادتها دون الاعتماد على تدخلات خارجية في حال نشوب أي نزاع.

أحمد معلم فقي
أحمد معلم فقي – وزير الخارجية الصومالي

موقف الصومال تجاه القوات الإثيوبية في بعثة الاتحاد الإفريقي

وحول وجود القوات الإثيوبية ضمن بعثة الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام في الصومال، شدد فقي، على ضرورة مغادرتها بحلول نهاية تفويضها المقرر هذا العام. وأكد أنه إذا استمرت هذه القوات في البقاء بعد نهاية عام 2024، فستعتبرها الصومال قوات احتلال، وستتعامل معها بكل الإمكانيات المتاحة للدفاع عن أراضيها.

هذا الموقف يعكس التوترات المتزايدة بين الصومال وإثيوبيا، في ظل الانتهاكات المتكررة التي تقوم بها أديس أبابا ضد سيادة الصومال. الصومال يعتبر أن بقاء القوات الإثيوبية بعد نهاية تفويضها سيفتح الباب أمام مواجهة دبلوماسية وعسكرية، ما قد يؤثر على الأمن الإقليمي.

التضامن العربي والدولي مع الصومال

عقب توقيع إثيوبيا اتفاقيتها مع إقليم أرض الصومال، شهدت مقديشو دعماً عربياً ودولياً واسعاً. عقدت المجموعة الوزارية العربية المعنية بمتابعة تنفيذ قرار مجلس الجامعة العربية لدعم الصومال، اجتماعها الثالث في القاهرة، حيث جددت دعمها الكامل للصومال في مواجهة أي اعتداء على سيادتها.

دعم عربي
دعم عربي كامل للصومال في مواجهة أي اعتداء على سيادتها

أكدت المجموعة أن إقليم أرض الصومال يُعتبر جزءاً لا يتجزأ من جمهورية الصومال الفيدرالية، وفقاً لمبادئ ميثاق جامعة الدول العربية والأمم المتحدة. كما رفضت أي محاولات لإضفاء شرعية قانونية أو سياسية على الاتفاقيات التي أبرمتها إثيوبيا مع الإقليم الانفصالي، واعتبرتها انتهاكاً صارخاً للسيادة الصومالية ووحدة أراضيها.

في هذا السياق، شدد المشاركون على أهمية الحوار الداخلي بين أبناء الشعب الصومالي للتوصل إلى حلول سياسية سلمية تحافظ على وحدة البلاد، وتمنع التدخلات الخارجية التي تسعى إلى تقسيم الصومال أو استغلال موارده الاستراتيجية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى