الصين | برق السودان
في خطوة وصفت بالتحول التاريخي في عالم التكنولوجيا، أعلنت الصين عن تطوير أول شريحة 6G في العالم، بقدرة هائلة على تحقيق سرعة إنترنت تصل إلى 100 جيجابت في الثانية، أي أسرع بمئة مرة من شبكات الجيل الخامس (5G).
هذا الإنجاز لا يقتصر على كونه ابتكارًا تقنيًا متقدمًا فحسب، بل يمثل أيضًا إعلانًا واضحًا عن دخول البشرية إلى عصر جديد من الاتصالات الفائقة السرعة، التي ستغير شكل الاقتصاد الرقمي والخدمات الذكية في مختلف المجالات.
إنجاز تقني غير مسبوق
تم تصميم الشريحة الثورية بحجم بالغ الصغر لا يتجاوز 11 ملم × 1.7 ملم، أي ما يعادل مساحة ظفر الإصبع، لتجمع بين الأداء القوي والكفاءة العالية.
تتميز بقدرتها على العمل عبر نطاق ترددي واسع يبدأ من 0.5 جيجاهرتز وصولًا إلى 115 جيجاهرتز، ما يجعلها قادرة على دعم جميع السيناريوهات:
-
تغطية شاملة للمناطق النائية عبر الترددات المنخفضة.
-
توفير سرعات خارقة عبر نطاقات الموجات المليمترية ونطاق التيراهيرتز.
وتعتمد الشريحة على تقنية الدمج بين الإلكترونيات والضوئيات، حيث يتم تحويل الإشارات اللاسلكية إلى إشارات ضوئية ومعالجتها داخليًا بواسطة مكونات ضوئية متقدمة. هذه الآلية تقلل زمن الاستجابة إلى مستويات شبه معدومة، وتوفر كفاءة أعلى مقارنة بالأنظمة التقليدية.
انعكاسات واسعة على المستقبل
يمثل هذا الابتكار نقلة نوعية في حياة الأفراد والمجتمعات، حيث يمكن أن يسهم في ردم الفجوة الرقمية بين الحضر والريف من خلال إيصال الإنترنت فائق السرعة إلى المناطق التي تعاني ضعف البنية التحتية.
كما يفتح المجال أمام تطبيقات ثورية في عدة مجالات، أبرزها:
-
الرعاية الصحية الذكية: إجراء جراحات معقدة عبر الروبوتات بتأخير شبه معدوم، ما يعزز فرص نجاح العمليات عن بُعد.
-
التعليم الافتراضي المتطور: إنشاء فصول دراسية غامرة بالاعتماد على الواقع المعزز والافتراضي، لخلق بيئة تعليمية أكثر تفاعلًا.
-
الصناعة والاقتصاد الذكي: دعم شبكات الذكاء الاصطناعي الأصلية (AI-Native Networks) التي يمكنها التكيف تلقائيًا مع احتياجات السوق وتحسين الأداء باستمرار.
هذا التطور يضع الصين في موقع متقدم على خريطة المنافسة العالمية في سباق تطوير شبكات الجيل السادس، ويعزز مكانتها كقوة رائدة في الابتكار التكنولوجي.
