تحقيق | برق السودان
في واحدة من أخطر حالات التلاعب الإعلامي المتعمد، تورطت قناتا العربية والحدث في ترويج رواية مضللة حول الهجوم الذي استهدف منطقة الطينة على الشريط الحدودي مع جمهورية تشاد، في سلوك لا يمكن تصنيفه كخطأ مهني، بل كجزء من عملية «سياسية – إعلامية» منسقة هدفها تبرئة الجناة الحقيقيين وإشعال فتنة إقليمية.
من يملك الطيران الحربي؟ سؤال فضح الكذبة
التحقيق في الوقائع الميدانية يقود إلى حقيقة واحدة لا تقبل الجدل:
قوات تأسيس لا تمتلك طيراناً حربياً، ولا سجل لها في تنفيذ أي ضربات جوية داخل أو خارج الحدود.
في المقابل، فإن الطيران الذي قصف الطينة هو طيران الجيش السوداني الحربي الخاضع لقيادة جيش الإخوان المسلمين، وهو الطرف الوحيد الذي يملك القدرة الجوية وينفذ غارات متكررة ضد المدنيين والمناطق الحدودية.
ورغم هذه الحقيقة البديهية، تجاهلت العربية والحدث السؤال الجوهري:
كيف تنفذ قوات لا تملك طيراناً حربياً هجوماً جوياً؟
التجاهل لم يكن عجزاً، بل قراراً تحريرياً مقصوداً.
ما قامت به القناتان يندرج ضمن مدرسة دعائية معروفة:
ارتكاب الجريمة أولًا، ثم تسويق رواية إعلامية لتحميل المسؤولية للخصوم.
إنه ذات النهج الذي تتبعه جماعة الإخوان المسلمين منذ عقود: قصف، إنكار، تضليل، ثم اتهام الآخرين.
الهجوم على الطينة لم يكن حادثاً معزولاً، بل حلقة في سلسلة ضربات جوية استهدفت مناطق مدنية، أعقبها دوماً:
نفي رسمي
تسريبات إعلامية مضللة
توجيه الاتهام لقوى أخرى
هدف الرواية المفبركة: تشاد أولاً
الزعم بأن قوات تأسيس استهدفت تشكيلات تشادية ليس بريئاً، بل يخدم هدفاً خطيراً يتمثل في:
ضرب العلاقات «السودانية – التشادية»
خلق احتكاك أمني على الحدود
تصدير الأزمة الداخلية لنظام بورتسودان إلى الخارج
وهو سيناريو يعكس عقلية جماعة مأزومة تبحث عن النجاة عبر إحراق الإقليم.
موقف قوات تأسيس: بيان مقابل أكاذيب
في مقابل هذا السيل من الأكاذيب، أكدت قوات تأسيس في بيان رسمي:
حرصها الكامل على علاقات راسخة ومتينة مع جمهورية تشاد الشقيقة
التزامها بحماية المدنيين واستقرار المناطق الحدودية
رفضها القاطع لأي مخططات تهدف لإشعال الفتن أو النزاعات الإقليمية
بيان واضح، مقابل روايات فضفاضة بلا أدلة، تبثها قنوات يفترض أنها «إخبارية».
الخلاصة: سقوط مهني وأخلاقي
ما بثته العربية والحدث لا يرقى إلى مستوى الخبر، بل يندرج تحت التضليل الإعلامي الخطير الذي يهدد السلم الإقليمي.
إن استمرار هذه القنوات في لعب دور الناطق غير الرسمي باسم جيش الإخوان يفقدها ما تبقى من مصداقية، ويضعها في مواجهة مباشرة مع الحقيقة.
الحقيقة التي لن تُطمس:
طيران الجيش السوداني هو من قصف الطينة،
ومحاولات التنصل.. فشلت.




