الفاشر تترنح تحت القصف
قوات الدعم السريع تسيطر على مواقع حساسة والجيش يتراجع وسط معارك ضارية

الفاشر | برق السودان
في تطور خطير لمجريات الصراع المسلح في إقليم دارفور، شهدت مدينة الفاشر معارك طاحنة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، انتهت بسيطرة الأخيرة على مواقع استراتيجية داخل المدينة، وسط حالة من الفوضى وانقطاع الاتصالات.
الدعم السريع يقتحم المدينة ويُسقط مواقع رئيسية
أكّدت مصادر عسكرية وسكّانية أن قوات الدعم السريع شنّت هجومًا واسعًا على مدينة الفاشر صباح الجمعة، تَمثّل في اقتحام من عدة محاور، انتهى بسيطرتها على مناطق جنوب وغرب المدينة، بما في ذلك سوق الماشية المركزي ومقر قيادة الشرطة.
وأشارت المصادر إلى أن القتال استمر حتى صباح السبت، حيث اشتدّت الاشتباكات في الشوارع الرئيسية وسط المدينة، وبلغت ذروتها بالقرب من المطار الذي بات تحت تهديد مباشر من قبل القوات المهاجمة. ويُعدّ هذا التطور نكسة استراتيجية كبيرة للجيش السوداني، إذ تُعتبر الفاشر آخر معقل رئيسي له في إقليم دارفور.
حالة إنسانية متدهورة واتصالات مقطوعة
وصف سكان محليون الوضع في الفاشر بأنه “كارثي”، مؤكدين أنّ المدينة استيقظت قبل الفجر على أصوات كثيفة لإطلاق النار من مختلف أنواع الأسلحة، بما في ذلك الرشاشات الثقيلة. وأضافوا أن بعض الأحياء تحولت إلى ساحات معركة، ما دفع مئات الأسر للنزوح من منازلها إلى مناطق يُعتقد أنها أكثر أمانًا.
وتفاقمت الأزمة بسبب الانقطاع الكامل في الاتصالات الهاتفية والإنترنت، ما يجعل من الصعب الحصول على أرقام دقيقة للضحايا، أو إيصال النداءات الإنسانية. فقط من يملكون أجهزة اتصال فضائي يتمكنون من إرسال المعلومات أو طلب النجدة.
في الأثناء، نشرت قوات الدعم السريع مقاطع فيديو تظهر عناصرها وهم ينتشرون أمام مسجد “التيجانية” وسط المدينة، ما يُعد مؤشرًا على عمق تقدمها داخل المناطق الحيوية في الفاشر.