القاهرة تعتقل قائد «البراء بن مالك».. وزيارة كامل إدريس لمصر تثير تساؤلات حول وساطة محتملة لإطلاق سراحه
خلفيات التوقيف.. وأنشطة «تتجاوز غرض الزيارة»

القاهرة | برق السودان
أفادت مصادر إعلامية سودانية وإقليمية متطابقة أن السلطات المصرية أوقفت في القاهرة، يوم الثلاثاء 5 أغسطس 2025، المصباح أبو زيد طلحة، قائد كتيبة لواء «البراء بن مالك» الموالية للجيش السوداني، وسط غياب بيان مصري رسمي يوضح أسباب التوقيف حتى ساعة نشر هذا التقرير.
تداول خبر الاعتقال نُشرته «وسائل اعلام محلية» ومنصات إخبارية أخرى، كما ظهر في تغطيات صحفية تحليلية عن قلق مصري من صعود تشكيلات إسلامية سودانية، وربطتها مباشرة بتوقيف طلحة.
خلفيات التوقيف.. وأنشطة «تتجاوز غرض الزيارة»
وفق تقارير صحفية وتعليقات تحليلية، جاء توقيف طلحة بينما كان داخل مصر لأسباب «عائلية» بحسب ما تداوله مقربون، غير أن بعضها قال إن تحركاته شملت أنشطة لا تتسق مع سبب الدخول، في إشارة إلى اتصالات وتنقلات «حساسة». ولم تُعلن القاهرة رسميًا لائحة اتهام.
موقع «الراكوبة» الواسع الانتشار كتب أن الأنشطة المنسوبة لطلحة بدت «متعارضة» مع غرض دخوله، من دون تفاصيل قضائية منشورة. وفي سياقٍ أوسع، تناولت تحليلات إقليمية في «The Arab Weekly» الملف بوصفه جزءًا من توجّس مصري من تصاعد نفوذ تشكيلات ذات مرجعية إسلامية في المشهد السوداني. هذه المزاعم تبقى في حدود ما نشرته الصحافة حتى الآن دون تأكيد رسمي من النيابة المصرية.
جدل حول دور زيارة كامل إدريس إلى القاهرة
وصل رئيس الوزراء السوداني د. كامل إدريس، إلى القاهرة يوم الخميس 7–8 أغسطس في أول زيارة خارجية منذ توليه المنصب. البيانات الرسمية (سونا، ووسائل دولية) تحدثت عن ملفات التعاون والثنائية ومشروعات المرحلة المقبلة، ولم تذكر علنًا قضية طلحة. في المقابل، حفلت المنصات المحلية بدعواتٍ علنية لأن يضع إدريس، ملف «المصباح طلحة» على جدول مباحثاته، فيما ذهبت بعض المواقع إلى القول إن الزيارة تحمل بعدًا «إنسانيًا» يتعلق بالتوسط لإطلاق سراحه—من دون ما يثبت ذلك في بيانات رسمية مصرية أو سودانية حتى الآن.
ماذا عن اتهامات «محادثات شراء سلاح» و«صفقات مشبوهة»؟
تفيد المصادر الموثوقة بأن المصباح طلحة «تجاوز حدود إقامته الرسمية» داخل مصر عبر عقد محادثات يُشتبه أنها تتعلق بشراء سلاح وترتيب صفقات لصالح كتيبته.
من هي «البراء بن مالك» ولماذا يُثير قائدها كل هذا الجدل؟
تُعد «البراء بن مالك» تشكيلًا إسناديًا ذي مرجعية إسلامية ظهر ضمن شبكة الفصائل التي ساندت الجيش في الحرب ضد قوات الدعم السريع. قدّمت نفسها كقوة تعبئة ذات خطاب ديني وتعبوي.
أين يقف الملف الآن؟
• وضع طلحة القانوني: تتعدد الروايات بين «استدعاء أمني» و«توقيف» و«إحالة لنيابة أمن الدولة» بحسب المنصات، بينما لا تتوفر ورقة اتهام رسمية منشورة حتى الآن. بعض التقارير تحدثت حتى عن «إطلاق سراح» لاحق بوساطة، لكن لا توجد تأكيدات رسمية من القاهرة. وبالتالي يظل الموقف رهن ما ستعلنه الجهات المختصة.
• زيارة إدريس: ثابت رسميًا أنها زيارة عمل أولى خُصصت للتعاون الثنائي، مع تأكيدات واسعة بوجود بعد إنساني يتعلق بملف طلحة.
دلالات وتداعيات محتملة
1. قاهرة حذرة: توقيف شخصية ميدانية بارزة ينسجم مع مقاربة أمنية مصرية حذرة تجاه تمدد تشكيلات ذات طابع إسلامي على حدودها الجنوبية. هذا ما تعكسه تحليلات عدة ربطت الإجراء برؤية أوسع للأمن القومي.
2. ملفٌ على طاولة العلاقات: سواءٌ ثبتت وساطة مباشرة أو لا، فإن زخم المطالبات وضع الملف على الرأي العام خلال زيارة إدريس، ما قد يجعله بندًا ضمن «القضايا الحساسة» في قنوات الاتصال الثنائية.
3. تأثير داخلي سوداني: أي مآلات قانونية لطلحة ستنعكس على معنويات أنصاره وعلى خطاب «البراء» التعبوي، وقد تُستَثمر سياسيًا من أطراف متقابلة داخل المعسكر المؤيد للجيش.