الأخبارتقارير

القصة الكاملة لطرد سفير السودان من أريتريا 

عمليات تجنيد غير مشروعة واتهامات بالتآمر

بورتسودان | برق السودان

أعلنت السلطات الإريترية طرد القائم بأعمال سفارة السودان لدى أسمرا، السفير خالد عباس، بعد أن اعتبرته “شخصاً غير مرغوب فيه” ومنحته 72 ساعة لمغادرة البلاد. وجاء هذا القرار عقب اكتشاف محاولة السفير تجنيد شباب إريتريين لجمع معلومات حول معسكر “ساوا” الخاص بالتدريب العسكري، (شمال غرب العاصمة أسمرا)، والذي يقضي فيه طلاب المرحلة الثانوية السنة الثانية عشر حسب النظام الإريتري.

وتفرض أريتريا منذ استقلالها، على كافة الإرتريين، أداء الخدمة الوطنية، التي تتضمن تدريباً عسكريا، كما استحدثت في العام 2003، نظاماً جديد، يقضي بنقل الطلاب المقبلين على امتحان الشهادة الثانوية (الفصل الثاني عشر) إلى معسكر ساوا.. للدراسة وأداء الامتحان، فيما يتم استيعاب الطلاب الراسبين، في مجالات مهنية ضمن (مركز ساوا التدريب المهني).

أسمرا تطرد السفير السوداني خالد عباس بعد اكتشاف عمليات تجنيد غير قانونية لصالح جماعة الإخوان المسلمين

تفاصيل عملية الطرد

أكدت مصادر دبلوماسية أن السفير خالد عباس، كان يسعى لتجنيد اثنين من الشباب الإريتريين لجمع معلومات حول معسكر “ساوا” الواقع في إقليم القاش بركة، وهو منطقة حساسة تتطلب إذن سفر خاصاً للوصول إليها. وأضافت المصادر أن السلطات الإريترية أبلغت وزارة الخارجية السودانية منذ فترة بأن السفير شخص غير مرغوب فيه، لكنها لم تتخذ إجراءات فورية، مما اضطر الحكومة الإريترية لإمهاله 72 ساعة لمغادرة البلاد.

تورط الإخوان المسلمين

أشارت مصادر دبلوماسية مطلعة إلى أن خالد عباس كان يدير عملية تجنيد مقاتلين جدد بتكليف من جماعة الإخوان المسلمين في السودان. شملت هذه العملية أفراداً من داخل السودان وآخرين تابعين لتنظيم داعش في منطقة شرق أفريقيا. امتدت عمليات التجنيد لتشمل معسكر “ساوا”، بهدف تجنيد هؤلاء الشباب لدعم الحرب ضد قوات الدعم السريع، في إطار خطة المؤتمر الوطني لإدامة الصراع في السودان وعرقلة أي جهود للتوصل إلى حل سياسي.

أفورقي في تخريج دفعة من الطلاب الأريتريين في معسكر ساوا - أرشيفية
أفورقي في تخريج دفعة من الطلاب الأريتريين في معسكر ساوا – أرشيفية

خيانة البرهان لإريتريا ودورها الداعم

من الجدير بالذكر أن إريتريا دعمت الجيش السوداني منذ اندلاع الحرب، وقدمت له الدعم اللوجستي والمعنوي في مواجهته للصراعات الداخلية. ومع ذلك، جاءت تصرفات السفير السوداني كخيانة للثقة التي منحتها إريتريا للجيش السوداني. لقد خان رئيس مجلس السيادة، عبد الفتاح البرهان، هذه الثقة من خلال السماح لجماعة الإخوان المسلمين بقيادة علي كرتي بالاستمرار في أنشطتهم التخريبية في المنطقة.

علي كرتي وجماعة الإخوان المسلمين: استغلال الأزمات

تأتي هذه الأحداث في ظل تورط علي كرتي، القيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين، في تصعيد التوترات داخل السودان والمنطقة بأسرها. تسعى جماعة الإخوان المسلمين لاستغلال الفوضى لتحقيق مصالحها السياسية، متجاهلة معاناة الشعب السوداني وتطلعاته نحو السلام والاستقرار.

إن هذه الأحداث تضع الحكومة السودانية في موقف حرج، حيث تعكس التدخلات الأجنبية وتورط الشخصيات السياسية البارزة في مؤامرات تهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي والإقليمي. يجب على السودان اتخاذ خطوات جادة وحازمة للتعامل مع هذه التهديدات، وإظهار التزامها بالسلام والاستقرار، بعيداً عن تأثيرات الجماعات المتطرفة والسياسيين الفاسدين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى