الأخبار

القصف الجوي على كومة: الجيش السوداني يستهدف الأحياء السكنية وسقوط ضحايا مدنيين

تصاعد العنف في شمال دارفور وسط استمرار القصف الجوي

كومة | برق السودان – خاص

شهدت مدينة كومة في ولاية شمال دارفور تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، حيث شنّ طيران الجيش السوداني غارات جوية على الأحياء السكنية، ما أسفر عن سقوط عدد من الضحايا المدنيين، بينهم نساء وأطفال، وتدمير منشآت مدنية حيوية.

ووفقاً لشهود عيان وتقارير محلية، فقد استهدف القصف مناطق مأهولة بالسكان، مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات، إضافة إلى تدمير عدد من المنازل والمرافق الخدمية. وأكدت مصادر طبية في المنطقة أن المستشفيات استقبلت عدداً من الجرحى في حالة حرجة، في ظل ضعف الإمكانيات الطبية وصعوبة وصول المساعدات الإنسانية إلى المدينة.

يأتي هذا القصف في سياق استمرار العمليات العسكرية التي يشنّها الجيش السوداني في إقليم دارفور، حيث تزايدت الغارات الجوية خلال الأسابيع الأخيرة على عدة مدن، مما أدى إلى ارتفاع أعداد القتلى والجرحى في صفوف المدنيين، إلى جانب موجات نزوح جديدة باتجاه المناطق الحدودية والمخيمات المؤقتة.

التداعيات الإنسانية للقصف: نزوح جماعي وصعوبة وصول المساعدات

أسفر القصف الجوي على كومة عن حالة من الذعر بين السكان، مما دفع مئات العائلات إلى الهروب من المدينة نحو مناطق أكثر أماناً. وأفادت منظمات إغاثية بأن النازحين يواجهون أوضاعاً إنسانية كارثية، في ظل نقص الغذاء والمياه والأدوية، إضافة إلى انعدام الملاجئ المناسبة لإيوائهم.

وقال أحد العاملين في المجال الإنساني إن فرق الإغاثة تجد صعوبة في الوصول إلى المناطق المتضررة بسبب استمرار العمليات العسكرية وانعدام ممرات آمنة، مشيراً إلى أن العديد من المستشفيات في دارفور باتت خارج الخدمة نتيجة للقصف المتكرر والتدمير الذي طال البنية التحتية الصحية.

كومة
أسفر القصف الجوي على كومة عن حالة من الذعر بين السكان

مطالب دولية بوقف القصف واستهداف المدنيين

أثارت الغارات الجوية على كومة موجة من الإدانات الدولية، حيث دعت منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة إلى وقف استهداف المدنيين في النزاع، محذّرة من أن استمرار القصف الجوي على المناطق السكنية قد يرقى إلى جرائم حرب بموجب القوانين الدولية.

وفي هذا السياق، طالبت جهات دولية الأطراف المتحاربة في السودان بوقف التصعيد العسكري، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، وحماية المدنيين من الهجمات الجوية التي تؤدي إلى خسائر فادحة في الأرواح وتزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.

استمرار الأزمة في ظل غياب الحلول السياسية

يأتي هذا التصعيد في وقت تبذل فيه جهود دبلوماسية دولية لدفع الفرقاء السودانيين إلى طاولة المفاوضات، إلا أن استمرار القصف الجوي والهجمات العسكرية يجعل فرص التوصل إلى حل سياسي أكثر تعقيداً.

ويرى مراقبون أن غياب الإرادة السياسية لإنهاء النزاع، إلى جانب استمرار المواجهات العسكرية، سيؤدي إلى مزيد من الانهيار الأمني والاقتصادي، مما يجعل السودان على حافة أزمة إنسانية كبرى قد يكون من الصعب احتواؤها في المستقبل القريب.

في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال: هل ستتمكن الجهود الدولية من وضع حد للعمليات العسكرية وحماية المدنيين، أم أن السودان سيشهد مزيداً من التصعيد الدموي في الأيام المقبلة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى