تقارير

الكرملين يعترف بارتكاب أخطاء في التعبئة العسكرية، وانتهاء الاستفتاء على الإنفصال

روسيا | برق السودان

اعترف الكرملين بارتكاب أخطاء في سعيه لتعبئة جنود احتياط للجيش الروسي من أجل القتال في أوكرانيا، وسط معارضة شعبية متنامية.

بموازاة ذلك، تنتهي روسيا الثلاثاء من تنظيم استفتاءات في أربع مناطق تسيطر عليها كلياً أو جزئياً في أوكرانيا مثيرة غضب كييف والدول الغربية التي وعدت برد قوي في حال ضمها.

وتجرى هذه الاستفتاءات منذ الجمعة في منطقتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا ومنطقتي خيرسون وزابوريجيا في الشرق الخاضعتين للاحتلال الروسي. وقد نددت أوكرانيا وحلفاؤها بهذه الاستفتاءات “الزائفة”.

وتعهدت دول مجموعة السبع “عدم الاعتراف مطلقاً” بنتائج الانتخابات فيما وعدت واشنطن برد “سريع وقاس” من خلال فرض عقوبات اقتصادية إضافية في حال ضم هذه المناطق على غرار ما حصل مع شبه حزيرة القرم في آذار/مارس 2014.

على الأرض تكثفت الهجمات الروسية بمسيرات إيرانية في الأيام الأخيرة ولا سيما فوق أوديسا التي تضم مرفأ كبيراً على البحر الأسود حيث ضربت طائرتان “انتحاريتان” منشآت عسكرية الاثنين ما تسبب بحريق كبير وانفجار ذخائر على ما أعلنت القيادة العسكرية الأوكرانية.

والاثنين أعلن الجيش الأوكراني تسجيل عمليات قصف روسية لأكثر من 40 مدينة وبلدة وصد هجمات في حوالى عشرة اتجاهات من بينها سوليدار وباخموت في الشرق.

وواصلت موسكو من جهتها التأكيد أنها تكبد كييف خسائر كبيرة.

وفي روسيا، دفع إعلان بوتين عن استدعاء جزء من الاحتياط الكثير من الروس إلى مغادرة البلاد مع تهافت على الحدود من دون التمكن من وضع تقديرات بالأرقام لهذه الظاهرة.

وقال متحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: “هناك حالات حدث فيها انتهاك للمرسوم” مضيفاً بأن “كافة الأخطاء سيتم تصحيحها”.

وتقول تقارير عدة إنه تم استدعاء أشخاص ليست لديهم خبرة عسكرية- أو من هم كبار في السن أو معاقون- للخدمة في الجيش.

وكان الرئيس بوتين قد أعلن عما وصفه بالتعبئة الجزئية في 21 سبتمبر/ أيلول الجاري، حيث قال وزير الدفاع سيرغي شويغو لاحقاً إن 300 ألف جندي احتياط سيتم استدعاؤهم للخدمة.

لكن تقارير في وسائل إعلام روسية معارضة ألمحت إلى أن ما يصل إلى مليون شخص قد يتم استدعاؤهم، مشيرة إلى أن فقرة يُعتقد بأنها تتحدث عن العدد الدقيق لجنود الاحتياط المطلوبين تم حذفها من النسخة المنشورة لمرسوم بوتين على الموقع الرسمي للكرملين على الانترنت.

ويقول عدد من الخبراء في الغرب وأوكرانيا إن قرار بوتين باستدعاء الاحتياط يُظهر أن القوات الروسية تُمنى بالفشل في ساحات المعارك في أوكرانيا- بعد أكثر من سبعة أشهر على بداية الغزو الروسي.

واحتُجز أكثر من 2000 شخص، منذ الإعلان عن مرسوم التعبئة، في احتجاجات بعموم روسيا.

وأقر المتحدث باسم بوتين، ديمتري بيسكوف، في بيان صحفي موجز الاثنين، بارتكاب أخطاء.

وقال إن “الحكام يعملون بشكل نشط على تصحيح الوضع” في بعض المناطق.

وقال بيسكوف أيضاً إنه لا علم لديه بصدور أي قرارات لإغلاق الحدود الروسية وفرض الأحكام العُرفية في البلاد.

وكانت تقارير إعلامية قد أشارت في وقت سابق إلى أن هذا الإجراء قد يتم اتخاذه لمنع المجندين المحتملين من الهرب للخارج.

وفي أحدث دلالة على الاحتجاجات الشعبية المتزايدة، أصيب ضابط تجنيد في الجيش بجروح خطرة في مدينة “أوست-ليمسك” السيبيرية الاثنين.

وانتشرت مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر المهاجم، على ما يبدو، وهو يقترب من الضابط ويطلق النار عليه. ثم يٌشاهد الناس في البناية وهم يصرخون ويركضون مذعورين بعد أن صرخ فيهم المسلح طالباً منهم الفرار.

وخلال نهاية الأسبوع، اشتبكت حشود من المتظاهرين في جمهورية داغستان، التابعة لروسيا الاتحادية والواقعة في شمال القوقاز، مع الشرطة بسبب قرار التعبئة العسكرية. وقال مرصد حقوق الإنسان الروسي المستقل “أوفي دي-إنفو” إن أكثر من 100 شخص جرى اعتقالهم خلال الاحتجاجات التي وقعت في العاصمة الإقليمية محج قلعة.

وتحدثت تقارير أيضاً عن وقوع هجمات حرق متعمدة على مراكز تجنيد ومبان إدارية أخرى في أنحاء روسيا.

ولم يحدد بوتين في إعلانه حول التعبئة الجزئية الأسبوع الماضي عدد جنود الاحتياط الذين سيتم استدعاؤهم.

لكن شويغو، الذي تحدث بعد الرئيس مباشرة، قال إن 30 ألف جندي احتياط- وهم أشخاص لديهم خبرة عسكرية ويحتاجون مهارات متخصصة- سيتم تجنيدهم.

وقال الوزير إن هذا العدد لا يشكل سوى ما يزيد قليلاً عن نسبة واحد في المائة من إمكانيات الاحتياط العسكري في روسيا والبالغة 25 مليون مجند. وستتوزع هذه العملية على عدة أشهر.

ونص مرسوم التعبئة على تطبيق قيود معينة تتعلق بالسن والإعاقة. ولم يقدم أي تفاصيل إضافية حول هذا الأمر. ويُعتقد بأن الذكور الذين تتراوح أعمارهم بين 18-60 عاماً- وفي بعض الحالات قد تشمل من هم أكبر سناً من ذلك- يمكن تجنيدهم.

ويلقي المعلقون الروس بشكوك جدية على وعود الرئيس ووزير دفاعه بأن عملية الاستدعاء ستكون محدودة.

وهم يشيرون أيضاً إلى أن المرسوم لا يذكر شيئاً عن الاستثناءات، مثل عدم تجنيد الطلاب أو المجندين الإلزاميين.

ويُعتقد بأن الأمر تُرك للقادة المحليين لكي يقرروا من سيتم استدعاؤهم من أجل الإيفاء بالحصص المطلوبة.

وكانت روسيا قد حشدت حوالي 190 ألف جندي على طول الحدود مع أوكرانيا قبل بداية الغزو في 24 فبراير/ شباط الماضي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى