اللاجئون السودانيون.. بين جحيم الحرب في الداخل والروتين في مصر
الخرطوم | برق السودان
تزيد البيروقراطية أوضاع السودانيين كارثية في داخل بلادهم المشتعلة، وهم في طريقهم للفرار، وحتى خارج الحدود. و”الجبهة المدنية لإنهاء الحرب واستعادة الديمقراطية” رأت النور قبل أيام، بيد أنها تواجه تحديات جسيمة.
يفتقر آلاف اللاجئين السودانيين في مصر إلى الدعم بسبب قيود التأشيرات وعوائق بيروقراطية أخرى. “ما يجري في السودان لم يصنف بعد على الصعيد العالمي على أنه أزمة إنسانية”.
هناك عقبات بيروقراطية وإدارية كبيرة عند الجانبين المصري والسوداني في إنجاز المعاملات الورقية اللازمة للتمكن من دخول مصر بشكل قانوني، ولا يعفي الجانب المصري في هذا الوقت السودانيين من التأشيرات.
اليوم، فرضت الخارجية المصرية تأشيرة على السودانيين، وقالت في بيانٍ ان الأمر جاء بعد رصد أنشطة غير قانونية على الجانب السوداني تستهدف تزوير التأشيرات بغرض التربح.
وفي ذات السياق كشف المتحدث باسم الخارجية المصرية عن ان فرض تأشيرة دخول للمواطنين السودانيين بدءا من اليوم جاء بهدف التنظيم وليس التقييد.
في غضون ذلك، تواصل القنصليات المصرية والسفارة المصرية إصدار التأشيرات السياحية لمن يرغب بالقدوم إلى مصر رغم الاشتباكات المستمرة بين الجنرالين المتحاربين عبد الفتاح البرهان وخصمه محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، والتي خلفت آلاف الجرحى وأكثر من 500 قتيل، بحسب الأرقام الرسمية.
من المتسبب في أزمة اللاجئين السودانيين ؟
إن اللاجئين هم النتيجة الطبيعية للحرب، فنادراً ما كانت هناك حرب بدون مدنيين يحاولون الهرب من المذابح، ولكن ما الذي يتسبب بالحرب في السودان؟ في بعض الأحيان تكون المطالبات بتغيير النظام, فالأنظمة التي يطاح بها عادة تكون وحشية، ومن غير المرجح أن تتراجع بدون قتال.
لا يوجد مكان كان فيه هذا التسلسل الحتمي أكثر وضوحاً من السودان، فرئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، مع قاعدته الإخوانية والإسلامية الضيقة كان مسؤولاً عن ديكتاتورية وحشية لسنوات, وهي ديكتاتورية رفضت التنازل مطلقاو لأولئك الذين يطالبون بالحكومة المدنية، كما أنها لم تفسح المجال ضمن الكيان السياسي للبلاد لأولئك الذين لديهم دوافع أقل حزبية بالنسبة لمفهوم الحكومة.
في واقع الأمر فإن حكم البرهان، هو استمرار لذلك النظام الذي أنشأته الحركة الاسلامية السودانية، وذلك عندما استولت على الحكم بانقلاب يونيو 1989.
إقرأ/ي أيضًا