
السودان | برق السودان
يشهد السودان واحدة من أخطر الأزمات الإنسانية في تاريخه الحديث، حيث دخلت المجاعة مرحلة جديدة أشد خطورة، مع اتساع رقعتها بشكل غير مسبوق، ما ينذر بكارثة إنسانية كبرى إذا لم يتم التدخل العاجل.
توسع رقعة المجاعة وأرقام صادمة
وفقًا لتقارير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC)، ارتفع عدد المناطق التي تعاني من المجاعة في السودان من 6 إلى 17 منطقة خلال الفترة الأخيرة. وتشير الإحصائيات إلى أن أكثر من ثلثي سكان البلاد، أي ما يزيد عن 33 مليون شخص من أصل 49 مليون نسمة، بحاجة ماسة إلى مساعدات إنسانية عاجلة.
كما يُقدر أن نحو 637,000 شخص يعيشون حاليًا في ظروف مجاعة فعلية، بينما يوجد 8 ملايين آخرون في وضع حرج يحتاجون إلى دعم فوري لتجنب الانزلاق إلى المرحلة الكارثية. هذه الأرقام تعكس حجم المعاناة التي يعيشها السكان وسط الانهيار الاقتصادي والنزاع المسلح.
أسباب تفاقم الأزمة وخطورة الوضع
يرجع تفاقم أزمة الجوع في السودان إلى مزيج من العوامل، أبرزها استمرار الحرب الداخلية التي تعطل الإنتاج الزراعي وتدمر البنية التحتية، إضافة إلى نزوح الملايين من منازلهم وفقدانهم لمصادر رزقهم. كما أدى انهيار سلاسل الإمداد، وارتفاع أسعار الغذاء عالميًا، إلى صعوبة وصول المواد الغذائية إلى المناطق المنكوبة.
وتحذر منظمات الإغاثة الدولية من أن عدم التحرك السريع قد يؤدي إلى وفاة أعداد كبيرة من المدنيين، خاصة الأطفال وكبار السن، في ظل ضعف الخدمات الصحية وانعدام الأمن الغذائي.