الأخبارتقارير

المفوّض المالي لقنوات”طيبة” يقر بتلقيها أموالاً أجنبية خارجية لتمويل جماعات متطرّفة

الخرطوم: رصد برق السودان

أقر المفوّض المالي والإداري للشركة المالكة لقنوات”طيبة” ماهر أبو الجوخ، عن تلقي المؤسسة أموالاً من جهات أجنبية خارجية لتمويل جزء من برامجها وأنشطتها الإعلامية لخدمة أجندة جماعات متطرّفة.

جاء ذلك في تصريح نشرته صحيفة الانتباهه اليوم الخميس حيث كشف الجوخ ، بوجود صعوباتٍ في متابعة الدورة المستندية والتفاصيل المالية المتعلقة بشركة”الأندلس”.

وقال إنّه لا توجد مستندات أو معلومات توضّح التفاصيل المالية. وأضاف” تمّ الإخفاء والتخلّص من كلّ المستندات الموجودة بمقرّ شركة”الأندلس”.

وفي يناير الماضي فجر حديث القيادي الاسلامي والنائب الأول للرئيس المخلوع علي عثمان محمد طه، أزمة جديدة بالنسبة لقناة طيبة الفضائية التي ظلت تنفي كل الإتهامات المنسوبة إليها من قبل الرئيس المخلوع عمر البشير، الذي قال أثناء محاكمته إن بعض الأموال التي تحصل عليها أعطى منها قناة طيبة متمثلة في صاحبها الداعية الإسلامي عبدالحي يوسف، الأمر الذي جعل الأخير يصعد المنابر ليقسم ويُشهد الله ان قناة طيبة لم تستلم جنيها واحداً.

وكان حديث علي عثمان، محرجاً للقناة ولصاحبها حيث أقر بدعم المؤتمر الوطني لقناة طيبة الفضائية وقال ضمن تسجيل بثته قناة العربية ضمن سلسلة حلقات وثائقية تحت عنوان الأسرار الكبرى لحركة الإخوان المسلمين في السودان: (لازم تعرفوا أن قناة طيبة دي إذا بتصرف 100 جنيه، الدولة تدفع فيها 90 جنيه، دي قناتنا، سيسألونك لماذا أعطيتها لعبد الحي؟، من الذي ذهب لعبد الحي ورفض اعطائه فرصة لبث مادته؟).

وكان وزير الإعلام فيصل محمد صالح، في وقت سابق أصدر قراراً بإيقاف منصة بث شركة الأندلس للإنتاج الإعلامي والتوزيع المحدودة، المالكة لقنوات طيبة الفضائية، والتي تسمح من خلالها ببث أكثر من عشر قنوات غير مرخص لها من قبل السلطات السودانية.

عقب إفادات للرئيس المعزول عمر البشير، الذي ذكر خلال محاكمته أن قناة طيبة الفضائية التي لديها دور دعوي في الدعوة للإسلام في إفريقيا، تسلمت 5 مليون دولار من جملة أموال كانت محل الإتهام.

وبعد تصريحات علي عثمان، لقناة العربية قالت قناة طيبة الفضائية عبر بيان رسمي انها ظلت تراقب الهجوم الشرس الذي تتعرض له والإتهامات التي تطالها في بعض الصحف ووسائط التواصل الإجتماعي، دون وجه حق أو مستند أخلاقي أو قانوني.

وكانت وسائل التواصل الإجتماعي قد شنت هجوماً عنيفاً على القناة بعد ان ذكر القيادي بالحركة الاسلامية علي عثمان محمد طه، ان الدولة تدفع 90% من منصرفات القناة في تسجيلات مسربة بثت على قناة العربية.

وقبل أشهر هرب رجل الدين المتشدد عبدالحي يوسف، إلى خارج السودان بحجة تسجيل برنامج ديني من تطورات الأوضاع بعد رفع قضايا من قبل منظمة سودانية ضده بتهم متعلقة بالفساد تمهيداً لمحاكمته وحينها قالت المصادر ان عبدالحي يوسف، غادر البلاد لمقابلة قيادات إخوانية تزامناً مع أحاديث عن مخطط لتفجير الوضع امنياً في الخرطوم.

وواجه عبدالحي يوسف، بلاغ عقب اتهامه لوزيرة الشباب والرياضة ولاء البوشي، بالردة والخروج عن ملة الإسلام بالإضافة إلى إشانة السمعة وإثارة وتحقير المعتقدات والشعائر الدينية، كما أعلنت منظمة زيرو فساد فتح بلاغ جنائي ضده بتهمة الثراء الحرام.

ويرى مراقبون ان ظهور عبدالحي يوسف، بهذه الصورة التحريضيه والمتطرفة في الوقت التي تخضع فيها البلاد لمراقبة دولية ترقباً لرفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب تعد سابقة خطيرة ومهددة لقيام الدولة المدنية التي يحلم بها السودانيون منذ إندلاع الثورة في ديسمبر الماضي.

ويقود عبدالحي يوسف، ثورة مضادة لتصوير الأحداث بإعتبارها مواجهة مع الدين لا مع ثورة قامت ضد نظام فاسد فشل في تحقيق الإستقرار لمواطنيه ولا مع حكومة إنتقالية جاءت لإصلاح ما أفسده النظام المخلوع.

وظل عبدالحي يوسف، منذ إندلاع الثورة في السودان حتى سقوط النظام في ابريل يحرض الشارع ضد الثوار بذريعة نصرة الشريعة ومحاربة العلمانية رغم ان الثورة قامت اعتراضا على الفساد والاستبداد والقمع بإسم الدين وسوء الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية، ولم تكن القضية تخص شريعة استخدمها نظام البشير للحفاظ على شرعية كاذبة تبرر انتهاكاته لحقوق الإنسان واحتضانه لجماعات الإرهاب.

وكان عبدالحي يوسف، قد أصدر فتاوى دينية لدعم نظام البشير المخلوع منها فتوى تكفير من يخرجون في مظاهرات دعت لها الحركة الشعبية عام 2009 لتعديل عدد من القوانين.

ورغم محاولات يوسف المستميتة للتبرؤ من الإرهاب، وتكرار صفحته على موقع فيسبوك رفض العنف والدعوة إلى الله بالحسنى، إلا أن هناك فيديو شهيراً للرجل يخرج فيه مؤبنا أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة، عقب الإعلان عن مصرعه في مايو 2011، معتبرا إياه شهيدا عظيما يمثل الإسلام الحقيقي، وحلل له تفجير برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك في أحداث سبتمبر 2001.

وقال عبد الحي يوسف، عن اسامة بن لادن، حينها “لا يفرح بموته مؤمن أبدا. فهذا الرجل جاهد في الله حق جهاده. وكان شوكة في حلوق أعداء الله. أسامة بن لادن أخونا وولينا.. كان في حياته مصدر رعب للكفار والمنافقين وكذلك يوم مماته، فاليوم تسمعون عن سفارات أغلقت أبوابها ودرجات استعداد رفعت، لأنه صدق ما عاهد الله عليه.. عاش لأمته وعاش من أجل أن تكون كلمة الله هي العليا”.

يسير الرجل على درب يوسف القرضاوي، القطري الإخواني المصري، حيث يطوّع الدين لخدمة توجهات سياسية، ويستغل النصوص لدعم بقايا الإسلاميين في النظام السوداني، كاشفا وجهه على حقيقته ليبدو في مواجهة التعددية والديمقراطية.

يمتلك تأثيرا قويا على مريديه من الإسلاميين وفي مقدمتهم الإخوان الذين كانوا يتصدرون المشهد السوداني ويناورون حاليا للبقاء تحت لافتات حماية الدين، ونصرة الشريعة من هجمة العلمانية.

وعبد الحي، معروف بعلاقته القوية بتنظيم القاعدة ووصف زعيم التنظيم أسامة بن لأن، بأنه ولي أمره، وقال خلال كلمة له لتأبين بن لادن: “إن المقام مقام قوة وجهر وأنهم جاءوا ليؤكدوا للعالم أن إخوان أسامة، ماضون في طريقه”، واتهمه الناطق الرسمي باسم الجيش الليبي الوطني العقيد أحمد المسماري في كلمة ألقاها في القاهرة، بأنه مرتبط بتنظيم داعش بدليل زيارته لليبيا لتقديم محاضرات لتعبئة الدواعش وتحريضهم على قتال الجيش الليبي.

وسبق أن حرض عبد الحي، طلاب جامعة الخرطوم على حرق “معرض الكتاب المقدس” عام 1998 كما أصدر فتوى تكفر كل من ينتمي للأحزاب العلمانية ويدعو للديمقراطية والاشتراكية والمساواة بين الرجال والنساء.

وعبد الحي، أجاز في إحدى فتاويه المثيرة للجدل بجواز العمليات الانتحارية باستخدام حزام ناسف، بقوله إن دخول المنتحر وسط مجموعة من اليهود وتفجير نفسه بهم يعد عملية استشهادية.

ارتبط يوسف، بمصالح مالية ومكاسب عديدة مع نظام البشير من خلال فضائية “طيبة” السودانية التي تمتلكها قناة الأندلس، وهي قناة يمتلكها عدد من الأشخاص، من بينهم عبدالحي يوسف نفسه، إلى جوار علي البشير، شقيق الرئيس المخلوع وقد حصلت القناة على ترخيص بالبث بتدخل مباشر من الرئيس المخلوع.

وهناك معلومات متداولة عن مكاسب أخرى حصل عليها نتيجة قربه من نظام البشير تمثلت في تمتعه بـ14 وظيفة رسمية وشبه رسمية، جنى من ورائها مكاسب كبيرة. ولتلك الأسباب تحفظ الكثير من أساتذة الجامعة على قيام الرجل بالتدريس في جامعة الخرطوم، لأنه غير مؤهل للتدريس في الجامعة، ولم يتمكن من الحصول على درجة الدكتوراه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى