وقعت السودان مع الولايات المتحدة، اليوم الأربعاء، “اتفاقات أبراهام”، التي وافقت بموجبها الخرطوم على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، حسبما أعلنت السفارة الأميركية في الخرطوم.
كما وقعت الخرطوم مذكرة تفاهم مع وزارة الخزانة الأميركية، لتوفير تسهيلات تمويلية لسداد متأخرات السودان للبنك الدولي، تتيح له الحصول على أكثر من مليار دولار سنويا، وذلك ضمن الصفقة الأميركية – الإسرائيلية – السودانية، التي تشمل تطبيع العلاقات الدبلوماسية بين الخرطوم وتل أبيب.
وأعلنت السفارة الأميركية في الخرطوم أن السودان وقع “اتفاقات أبراهام” مع الولايات المتحدة، ما يمهد الطريق أمام الخرطوم لتطبيع العلاقات مع إسرائيل. وذكر بيان لمكتب رئيس الوزراء السوداني، أن وزير العدل، نصر الدين عبد الباري، وقع الاتفاق مع وزير الخزانة الأميركي الزائر، ستيفن منوشين.
وكتبت السفارة في تغريدة على “تويتر” أنه “نهنئ الحكومة الانتقالية على توقيعها اليوم إعلان ‘اتفاقات أبراهام‘، التي من شأنها مساعدة السودان أكثر في مسار الانتقال نحو الاستقرار والأمن والفرص الاقتصادية”. وأضافت بأن “الاتفاق يسمح للسودان وإسرائيل والدول الأخرى الموقعة على ‘اتفاقات أبراهام‘ بناء ثقة متبادلة وزيادة التعاون في المنطقة”.
واتفقت الولايات المتحدة والسودان على تسوية ديون الدولة الأفريقية للبنك الدولي، والتي يُنظر إليها على نطاق واسع على أنها خطوة رئيسية نحو التعافي الاقتصادي للبلاد بعد الإطاحةبالرئيس السابق، عمر البشير.
وجاءت هذه الخطوة خلال زيارة وزير الخزانة الأميركي إلى الخرطوم، ما جعله أول مسؤول أميركي كبير يصل إلى هناك منذ أن رفعت إدارة الرئيس دونالد ترامب الدولة الأفريقية من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
وتستمر زيارة منوشن للسودان يوما واحدا، يقابل فيها عددا من المسؤولين، على رأسهم رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان، ورئيس مجلس الوزراء، عبد الله حمدوك، وعدد من وزراء القطاع الاقتصادي.
وخلال العام الماضي، أعلنت كل من السودان والإمارات والبحرين والمغرب الموافقة على تطبيع العلاقات مع إسرائيل، وكانت الثلاثة الأخيرة قد وقعت بالفعل اتفاقات بهذا الخصوص.
اتفاق تمويل لسداد متأخرات السودان للبنك الدولي
وأورد بيان لوزارة المالية السودانية، أن التمويل الدولي سيوفر دعما محوريا لتحقيق الاستقرار الاقتصادي، بالتزامن مع الإصلاحات التي تنفذها الحكومة الانتقالية.
ولم يذكر البيان قيمة اتفاقية التمويل الموقعة بين الجانبين. وقال البيان إن توقيع المذكرة يعد خطوة لتأكيد التزام الولايات المتحدة بدعم الاستقرار الاقتصادي في السودان، ونجاح الفترة الانتقالية لتحقيق السلام العادل والتحول الديمقراطي.
واشنطن: حريصون على التوصل لاتفاق بشأن سد النهضة
هذا وأكد وزير الخزانة الأميركي، “حرص بلاده” على الوصول إلى اتفاق ملزم بشأن مفاوضات سد “النهضة” الإثيوبي، وذلك خلال لقائه مع البرهان، وفق بيان صدر عن المجلس السيادة السوداني.
وبحسب البيان، قال منوشين إن “واشنطن حريصة على وصول مصر والسودان وإثيوبيا إلى اتفاق ملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل سد النهضة”.
بدوره، أكد البرهان حرص بلاده على تطوير العلاقات الإستراتيجية مع الولايات المتحدة في كافة المجالات، خاصة الاقتصادية، حسب البيان ذاته.
ويأتي ذلك عقب يومين على رفض السودان المشاركة في اجتماع ثلاثي، عقد عبر تقنية فيديو كونفرانس، مع مصر وإثيوبيا حول مفاوضات سد “النهضة”.
