الخرطوم | برق السودان
في قلب إفريقيا، يواجه السودان أزمة طاقة حادة. أدت المناوشات الأخيرة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع إلى تأثير مدمر على إمدادات الطاقة في البلاد.
تعرضت خطوط الكهرباء الرئيسية ذات الجهد العالي الواقعة جنوب العاصمة السودانية الخرطوم لأضرار جسيمة بسبب هذه المواجهات العنيفة. تعاني ولايات سنار والنيل الأبيض وكسلا والقضارف والجزيرة الآن من انقطاع التيار الكهربائي المتكرر والواسع، يستمر كل منها لمدة تصل إلى اثنتي عشرة ساعة في اليوم، موزعة بين جداول الصباح والمساء.
تأثرت بشكل خاص مناطق جبل أولياء ومنطقة جياد، حيث تضم هذه المناطق خطوط ضغط عالية حيوية تدعم جزءًا كبيرًا من احتياجات الطاقة في البلاد.
أكد مصدر هندسي رسمي أن النزاعات ألحقت أضرارًا جسيمة بهذه الخطوط عالية الضغط، مما أدى إلى أزمة طاقة كبيرة.
جهود الإصلاح يعيقها العنف المستمر
محاولات إصلاح واستعادة خطوط الكهرباء جارية، لكن البيئة المعادية تواصل إحباط التقدم. يركز فريق الصيانة حاليًا على خط جبل أولياء، على أمل استكمال عمليات التوصيل قريبًا. ومع ذلك، لا يزال الوضع في منطقة جياد قاتما. وأوضح المصدر أن “هناك مشكلة أمنية في هذه المنطقة، ولا يستطيع فريق الصيانة التحرك هناك ، لذلك تبقى المشكلة قائمة حتى يتحسن الوضع الأمني”.
علاوة على ذلك، قطعت العمليات العسكرية الولايات المتضررة عن شبكة الكهرباء التي تستقبل الإمدادات من خطوط الربط الإثيوبية، وخزان ستيت شرق البلاد، ومحطة أم دباكر بالنيل الأبيض. وبالتالي، فإن السلطة المتلقاة غير كافية لتلبية مطالب هذه الدول في وقت واحد. على الرغم من هذه التحديات، لا يزال الفريق الهندسي متفائلاً بشأن إصلاح خط جبل أولياء في الأيام المقبلة، مما قد يساعد في التخفيف من مشاكل الطاقة الحالية.
يتصاعد الوضع المضطرب منذ منتصف أبريل، عندما اندلعت سلسلة من المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع. وقع الكثير من هذا القتال في المناطق الجنوبية من العاصمة، موقع تمركز قوات الدعم السريع، والتي استهدفتها طيران للجيش. يؤكد هذا الصراع على الحاجة إلى حل سلمي لمنع المزيد من الضرر للبنية التحتية للأمة وضمان سلامة الشعب السوداني.