برنامج الغذاء العالمي واليونيسف يدعوان إلى تحقيق عاجل ومحاسبة المسؤولين عن قصف قافلة إنسانية في شمال دارفور

بورتسودان | برق السودان
في تطوّر مقلق يزيد من تعقيد الأوضاع الإنسانية المتدهورة في إقليم دارفور بالسودان، أصدر كلٌّ من برنامج الغذاء العالمي (WFP) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) بيانًا مشتركًا، طالبا فيه بإجراء تحقيق عاجل وشفاف في الهجوم الجوي الذي استهدف قافلة إنسانية كانت في طريقها لإيصال مساعدات غذائية مُنقذة للحياة إلى الأسر والأطفال في مدينة الفاشر، التي تعاني من خطر المجاعة بعد أشهر من تصاعد أعمال العنف.
قافلة إنسانية استُهدفت رغم التنسيق المسبق
وأوضح البيان المشترك أنّ القافلة المُكوّنة من 15 شاحنة، كانت تحمل مواد غذائية وإمدادات أساسية موجّهة للسكان المتضررين من النزاع، وبينهم أعداد كبيرة من الأطفال والنساء. ولفت البيان إلى أنّ القافلة قد تمّ التنسيق بشأنها مسبقًا، حيث جرى تحديد مسارها بدقّة وإبلاغ جميع الأطراف المعنية على الأرض بمواقع الشاحنات وخط سيرها، وذلك لتجنّب أي أخطار محتملة ولضمان سلامة العاملين والمساعدات.
ورغم ذلك، تعرّضت القافلة لقصف جوي وصفه البيان بـ”الوحشي”، ما أسفر عن مقتل أربعة من موظفي الإغاثة وإصابة اثنين آخرين، فضلاً عن تدمير سبع مركبات بالكامل، في حصيلة أولية مرشّحة للارتفاع مع استمرار عمليات المسح الميداني والإنقاذ.

دعوات صارمة للتحقيق والمحاسبة
وشدّد البيان المشترك على أن “استهداف القوافل الإنسانية بشكل متعمد يُعدّ انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، التي تكفل للعاملين في المجال الإنساني حماية خاصة أثناء النزاعات المسلحة”.
ودعا برنامج الغذاء العالمي واليونيسف إلى “إجراء تحقيق عاجل وشفاف في هذا الهجوم، مع ضمان محاسبة المسؤولين عنه وضمان عدم تكراره”، محذرين من أن “استمرار استهداف قوافل المساعدات يُهدد بشكل مباشر حياة الملايين من المدنيين الذين يعتمدون بشكل أساسي على الإمدادات الإنسانية للبقاء على قيد الحياة في ظل تصاعد العنف في الإقليم”.
كارثة إنسانية تتفاقم في دارفور
يأتي هذا البيان في وقتٍ يواجه فيه سكان دارفور أسوأ أزمة إنسانية منذ عقود؛ حيث أدت النزاعات المسلحة إلى نزوح ملايين المدنيين، في حين يعاني الأطفال من سوء تغذية حاد قد يودي بحياتهم إذا لم تُقدّم لهم مساعدات غذائية عاجلة.
وأكد البيان أن “حرمان المدنيين والأطفال من الحصول على المساعدات الغذائية والرعاية الصحية لا يفاقم فقط معاناتهم اليومية، بل يقوّض أيضًا أي جهود مستقبلية لتحقيق السلام وإعادة بناء المجتمعات المحلية التي دمرها النزاع”.
وفي ختام البيان، شدّد برنامج الغذاء العالمي واليونيسف على “ضرورة التزام جميع الأطراف بضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ودون عوائق، وحماية العاملين في المجال الإنساني، بما يتوافق مع مبادئ الحياد والإنسانية المنصوص عليها في القانون الدولي”.