أنقرة – الخرطوم | برق السودان
في تطور جديد يعكس تصاعد الطموح التركي في القارة الإفريقية، كشفت مصادر عسكرية عن خطة طموحة تقودها حكومة حزب العدالة والتنمية لبناء قاعدة فضائية متقدمة في السودان، ستُستخدم لاختبار صواريخ بعيدة المدى، مما يعزز موقع أنقرة كلاعب محوري في السباق التكنولوجي والعسكري العالمي.
تخصيص منطقة ساحلية استراتيجية على البحر الأحمر بمساحة تقدر بـ900 كيلومتر مربع (30×30 كم)
موقع استراتيجي وتكلفة ضخمة
بحسب المصادر، فقد تم تخصيص منطقة ساحلية استراتيجية على البحر الأحمر بمساحة تقدر بـ900 كيلومتر مربع (30×30 كم)، ليتم فيها إنشاء القاعدة الجديدة. وأشارت التقارير إلى أن تكلفة المشروع التركي ستبلغ نحو 350 مليون دولار أمريكي، ومن المتوقع أن يبدأ البناء خلال الفترة القريبة القادمة، على أن يكتمل خلال عامين فقط.
إقرأ أيضاً:
تعيين مثير للجدل: كامل إدريس يضم الصحفي المقرب من علي كرتي إلى طاقمه الاستشاري
المشروع يأتي في سياق تصاعد النفوذ التركي في السودان، في ظل بيئة أمنية وسياسية مضطربة، ما يمنح أنقرة فرصة لتوسيع حضورها الجيوسياسي على البحر الأحمر، وتحديدًا في المناطق التي تزداد فيها أهمية المنافسة الدولية.
النفوذ التركي في إفريقيا: من مقديشو إلى السودان
ليست هذه المرة الأولى التي تبني فيها تركيا منشأة عسكرية أو تكنولوجية ضخمة في إفريقيا. ففي عام 2017، افتتحت أنقرة أكبر قاعدة عسكرية تركية خارج أراضيها في العاصمة الصومالية مقديشو، بتكلفة تجاوزت 50 مليون دولار.
القاعدة الصومالية أصبحت مركزًا إقليميًا لتدريب القوات الخاصة الصومالية، حيث تم تدريب أكثر من 10 آلاف جندي حتى الآن. وتشير التحليلات إلى أن النموذج ذاته يُحتمل تطبيقه في السودان، لكن على مستوى تكنولوجي وعسكري متقدم، عبر بوابة الفضاء والصواريخ بعيدة المدى.
أهداف تركية متعددة الأبعاد
المشروع الفضائي في السودان لا يبدو محصورًا بالأغراض العلمية أو البحثية، بل يحمل طابعًا عسكريًا واستراتيجيًا واضحًا، وسط تقارير تتحدث عن رغبة تركية في اختبار تقنيات صاروخية متقدمة بعيدًا عن أراضيها، وفي مناطق أقل رقابة دولية.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة تعكس سعي تركيا للتحول إلى قوة فضائية إقليمية، واستخدام السودان كمنصة إطلاق واختبار بعيدًا عن الضغوط الأوروبية أو الأطلسية.
