تقارير

تزامن محاولة اغتيال البرهان مع مفاوضات جنيف: قراءة في خلفيات الهجوم ودور الأطراف المتورطة

تقرير | برق السودان

في خطوة خطيرة تهدد بتعقيد الأوضاع الأمنية والسياسية في السودان، تعرض رئيس مجلس السيادة، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، لمحاولة اغتيال باستخدام طائرة مسيرة في منطقة جبيت. يأتي هذا الهجوم في توقيت حساس جداً، بعد إعلان الجيش السوداني موافقته على الذهاب إلى جنيف للتفاوض حول إنهاء الصراع الدموي المستمر في البلاد.

توقيت الهجوم ورسائله

من الواضح أن توقيت الهجوم ليس صدفة، بل قد يكون رسالة واضحة من بعض الأطراف التي ترفض الدخول في عملية التفاوض. توقيت العملية مباشرةً بعد إعلان الجيش السوداني استعداده للمشاركة في المباحثات يعطي تأكيداً قوياً بأن هناك قوى ترغب في نسف جهود السلام قبل أن تبدأ. هذه القوى من داخل الجيش نفسه وهي ضباط الحركة الاسلامية داخل المؤسسة العسكرية ومن كتائب البراء المتحالفة مع إيران وجماعة الإخوان المسلمين والتي تعارض أي تسوية سلمية للأزمة السودانية.

دور الضباط وقادة الجيش المرتبطين بالحركة الإسلامية

منذ فترة طويلة، يُعرف أن بعض الضباط وقادة الجيش السوداني مرتبطون بالحركة الإسلامية، والذين يرون في التفاوض بوساطة دولية تهديدًا لمصالحهم وأهدافهم. تشير التقارير إلى أن كتيبة “البراء”، بقيادة المصباح، قد تكون لعبت دوراً محورياً في هذه المحاولة، خاصة مع تصاعد التوتر داخل المؤسسة العسكرية بين أنصار الحركة الإسلامية والقيادات الأخرى.

قام المصباح، بنشر بوست على حسابه في فيسبوك بعد الهجوم مباشرة، أشار فيه إلى”العملية النوعية” وألمح إلى رفضه مشاركة البرهان في مفاوضات جنيف، مما يعزز من الشكوك حول تورطه وتورط كتيبته في العملية. يشير هذا إلى وجود انقسامات حادة داخل الجيش، خاصة بين القادة الذين يرون في السلام تهديدًا لوجودهم وبين أولئك الذين يدركون ضرورة إنهاء الصراع عبر الحلول السلمية.

الادعاءات حول تدخل خارجي

في الوقت الذي تتصاعد فيه الادعاءات حول تدخل دول خارجية في محاولة اغتيال البرهان، التاريخ يقول ان تكتيكات الجماعات الأسلامية دائماً ما تُستغل مثل هذه الادعاءات عادة لتوجيه الأنظار بعيدًا عن المتورطين الفعليين ولتعقيد الأمور أكثر.

الحقيقة على الأرض تشير إلى أن الانقسامات الداخلية والتوترات بين الفصائل المختلفة داخل السودان تلعب دوراً أكبر في تأجيج الصراع وفي مثل هذه العمليات.

محاولة اغتيال البرهان تفتح الباب أمام تساؤلات كثيرة حول مستقبل السودان ومسار العملية السياسية. الانقسامات الداخلية والصراع بين قوى متعددة المصالح تجعل من السودان ساحةً معقدة ومليئة بالتحديات. الحل يكمن في الوحدة الداخلية واستمرار الجهود للتوصل إلى تسوية سياسية تحفظ مصالح جميع الأطراف وتحافظ على استقرار البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى