تعيين مثير للجدل: كامل إدريس يضم الصحفي المقرب من علي كرتي إلى طاقمه الاستشاري

الخرطوم | برق السودان
في خطوة أثارت تساؤلات واسعة حول توجهات الحكومة الانتقالية الجديدة، أصدر رئيس الوزراء كامل إدريس قرارًا بتعيين الصحفي محمد محمد خير مستشارًا له، وهو أحد الأسماء المعروفة بقربها من القيادي الإسلامي علي كرتي.
ويُعد محمد محمد خير من الشخصيات الإعلامية التي لطالما ارتبطت بالحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، سواء من خلال كتاباته أو نشاطه السياسي، ما اعتبره مراقبون دليلاً إضافيًا على استمرار النفوذ الإسلاموي في مفاصل الدولة، رغم الشعارات المرفوعة حول “الانتقال المدني” و”القومة الوطنية”.
حكومة من تحت الطاولة؟
رغم الترويج الإعلامي لحكومة كامل إدريس باعتبارها حكومة انتقالية مستقلة، إلا أن تركيبتها الوزارية ومسار تعييناتها توحي بعكس ذلك، إذ يلاحظ أن جميع الوزراء الذين تم تعيينهم حتى الآن يتمتعون بقبول لدى التيار الإسلامي ودوائر المؤتمر الوطني المنحل، سواء على مستوى الوزراء المدنيين أو على مستوى القيادات الأمنية والعسكرية.
ويؤكد ناشطون أن هذا القبول لم يأتِ من فراغ، بل نتيجة لتفاهمات “من تحت الطاولة” جرت بين إدريس وقيادات الحركة الإسلامية لضمان عدم اعتراضهم على توليه المنصب، مقابل إشراك عناصرهم في القرار السياسي.
عودة الإسلاميين عبر “الباب الخلفي”
يرى محللون أن تعيين محمد محمد خير ليس استثناءً، بل يأتي ضمن سلسلة خطوات لتمكين شخصيات إسلامية أو محسوبة على النظام السابق من العودة إلى المشهد السياسي من “الباب الخلفي”، تحت غطاء “الخبرة” أو “الاستشارات”، في وقت تتصاعد فيه الأصوات المطالبة بإبعاد رموز النظام البائد عن المرحلة الانتقالية.
ويُخشى أن يفتح هذا التعيين الباب أمام مزيد من القرارات التي تعيد تموضع الإسلاميين في السلطة، مما يقوض فرص بناء سلطة مدنية حقيقية، ويعيد إنتاج نفس المنظومة التي أطاحت بها ثورة ديسمبر.