تفشي عالمي لفيروس الكيكونغونيا يثير القلق: أكثر من 240 ألف إصابة وامتداد إلى 119 دولة
تفشي الكيكونغونيا 2025: ما يجب أن تعرفه لحماية نفسك وعائلتك

الصحة | برق السودان
يشهد العالم في عام 2025 تفشياً واسعاً لفيروس الكيكونغونيا، أحد الأمراض المنقولة عبر بعوض Aedes aegypti وAedes albopictus، والذي لم يعد يقتصر على المناطق المدارية التقليدية. منظمة الصحة العالمية أعلنت أن الفيروس انتشر في أكثر من 119 دولة، ليضع نحو 5.6 مليار شخص في دائرة الخطر، بينما تشير البيانات إلى تسجيل ما يزيد عن 240 ألف إصابة مؤكدة حتى منتصف العام.
انتشار سريع وتزايد الإصابات
بدأت موجة التفشي من جزر المحيط الهندي مثل ريونيون ومايوت، قبل أن تمتد إلى آسيا وإفريقيا وأوروبا وحتى الأمريكيتين. وفي الصين، تحولت مقاطعة غوانغدونغ إلى بؤرة رئيسية، حيث تم تسجيل أكثر من 7,000 إصابة منذ يونيو، ما دفع السلطات لفرض قيود صارمة وحملات واسعة لمكافحة البعوض.
أعراض المرض تشمل حمى شديدة، آلام مفصلية حادة ومفاجئة، طفحاً جلدياً، وإرهاقاً عاماً. ورغم أن معدل الوفيات منخفض نسبياً (أقل من 0.1%)، إلا أن شدة الأعراض ومدة استمرارها تجعل المرض عبئاً صحياً واقتصادياً كبيراً.
استجابة دولية وجهود للسيطرة
لمواجهة التفشي، تبنت بعض الدول استراتيجيات مبتكرة للحد من انتشار البعوض الناقل، منها استخدام الطائرات المسيرة لرش المبيدات، ونشر أسماك تتغذى على يرقات البعوض في البرك والبحيرات، وحتى فرض غرامات على المنازل التي تسمح بتجمع المياه المكشوفة.
من جهتها، أطلقت منظمة الصحة العالمية تحذيرات عاجلة للبلدان المعرضة للخطر، خصوصاً في أوروبا حيث ظهرت حالات محلية في فرنسا وإيطاليا، مع توصيات بتعزيز الرقابة الصحية وحملات التوعية.
عوامل توسع الفيروس
التغير المناخي ساهم بشكل مباشر في توسع نطاق البعوض الناقل، حيث سمحت درجات الحرارة المرتفعة والرطوبة بانتشاره في مناطق لم يكن يصلها سابقاً. إلى جانب ذلك، زادت حركة السفر العالمية من سرعة انتقال العدوى بين القارات.
ورغم وجود لقاحين مرخّصين (Ixchiq وVimkunya)، إلا أن محدودية توفرهما تجعل المواجهة تعتمد في الغالب على التدابير الوقائية التقليدية، مثل استخدام الناموسيات والمبيدات وتفادي تجمع المياه.
خاتمة
تفشي الكيكونغونيا عام 2025 يسلط الضوء على هشاشة أنظمة الصحة العالمية أمام الأمراض الناشئة، ويعكس حجم التحديات المرتبطة بالتغير المناخي والتنقل البشري. ومع استمرار انتشاره، تبدو الحاجة ملحة لتسريع إنتاج اللقاحات، وتطوير استراتيجيات شاملة لمكافحة البعوض كخط دفاع أول ضد هذا الوباء العالمي.