تقرير صادم من العفو الدولية: 36 حالة اغتصاب وعنف جنسي في السودان على يد قوات الدعم السريع

تقرير | برق السودان
في تقرير جديد يحمل في طيّاته أرقامًا صادمة وتفاصيل مفزعة، أعلنت منظمة العفو الدولية عن توثيقها لـ36 حالة اغتصاب وعنف جنسي ضد نساء وفتيات في السودان، ارتكبتها قوات الدعم السريع، في واحدة من أخطر موجات الانتهاكات التي تشهدها البلاد منذ تصاعد النزاع المسلح.
تصاعد الانتهاكات في ظل الحرب الأهلية
منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، تعيش البلاد في حالة من الفوضى الأمنية والإنسانية. وقد حذرت منظمات دولية من أن المدنيين، وخاصة النساء والأطفال، يتحملون العبء الأكبر من ويلات هذه الحرب.
ووفقاً لتقرير العفو الدولية الصادر مؤخراً، فإن الانتهاكات الجنسية الموثقة جرت في العاصمة الخرطوم، ومدينة الجنينة بولاية غرب دارفور، وأماكن أخرى تمركزت فيها قوات الدعم السريع.
الضحايا، وبعضهن قاصرات، تعرّضن للاغتصاب الجماعي، والاعتداء الجسدي، والاحتجاز القسري، بل واستخدام العنف الجنسي كوسيلة للترهيب والإذلال، وهو ما يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.
دعوات لتحقيق العدالة ومحاسبة الجناة
أثارت هذه الوقائع موجة من الغضب المحلي والدولي، وسط مطالبات عاجلة بفتح تحقيقات دولية مستقلة، ومحاسبة المتورطين أمام محاكم عادلة.
منظمة العفو الدولية طالبت المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، بإحالة الوضع في السودان إلى المحكمة الجنائية الدولية، نظراً لتعذر إجراء تحقيقات نزيهة داخل البلاد في ظل الانهيار المؤسسي الكامل.
كما دعت المنظمة إلى فرض عقوبات دولية موجهة ضد قادة قوات الدعم السريع المتورطين في هذه الانتهاكات، وتوفير ممرات آمنة للضحايا للوصول إلى الخدمات الطبية والنفسية.
النساء يدفعن الثمن الأكبر
تقول إحدى الناجيات، التي فضّلت عدم كشف هويتها لأسباب أمنية، إنها احتُجزت لأيام وتعرضت للاغتصاب من قبل عدة عناصر مسلحة. وتضيف بصوت مكسور: “كنا مجرد أدوات في يدهم. لم نكن بشرًا بالنسبة لهم.”
النساء في السودان، كما في العديد من النزاعات المسلحة الأخرى، غالبًا ما يكنّ أولى ضحايا الحرب، لا فقط بالقتل أو النزوح، بل أيضًا بأجسادهن التي تُحوّل إلى ساحة للانتهاكات.
مع استمرار الحرب وتوسع رقعتها، تزداد الحاجة إلى تدخل دولي حقيقي، لا يقتصر على الإدانة اللفظية، بل يشمل حماية المدنيين، وإجبار الأطراف المتحاربة على احترام القانون الدولي. ما كشفته العفو الدولية هو جزء بسيط من مأساة أكبر يعيشها السودان، مأساة يجب أن يتحرك العالم بأسره لإيقافها.