توقيع الميثاق التأسيسي لحكومة الوحدة والسلام في نيروبي
خطوة نحو إنهاء الحرب أم تعقيد جديد للمشهد السوداني؟

نيروبي | برق السودان
شهدت العاصمة الكينية نيروبي توقيع الميثاق التأسيسي لتشكيل «حكومة الوحدة والسلام» من قبل قوى سياسية ومسلحة سودانية، أبرزها قوات الدعم السريع وحلفاؤها، إلى جانب عدد من الحركات المسلحة التي كانت في السابق جزءًا من اتفاقية جوبا للسلام. يأتي هذا الإعلان في ظل الحرب الدائرة في السودان منذ قرابة العامين، والتي خلفت مئات الآلاف من القتلى والنازحين.
الميثاق الجديد يتضمن تشكيل حكومة انتقالية تستند إلى دستور مؤقت، مع توحيد القوات المسلحة المنضوية تحت هذا الاتفاق في جيش وطني جديد. ووفقًا للموقعين، تهدف هذه الخطوة إلى إنهاء الصراع المستمر وتحقيق السلام الدائم عبر إنشاء دولة غير مركزية، علمانية، وديمقراطية.
من أبرز الشخصيات الموقعة على الميثاق، قائد الحركة الشعبية لتحرير السودان – شمال، عبدالعزيز الحلو، الذي يسيطر على مناطق واسعة في جنوب كردفان ويدعو إلى إبعاد الدين عن السياسة، إضافة إلى قادة آخرين من دارفور وجنوب النيل الأزرق.
موقف الحكومة السودانية والمعارضة الدولية
في المقابل، رفضت الحكومة السودانية المؤقتة في بورتسودان هذا التحرك، معتبرةً أنه محاولة لتقسيم البلاد وإنشاء حكومة موازية تهدد وحدة السودان. واستدعت الخرطوم سفيرها في نيروبي للتشاور، في إشارة واضحة إلى استيائها من استضافة كينيا لهذا الحدث.
من جهتها، أعربت الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي عن قلقهما من إمكانية تصاعد التوترات نتيجة لهذا الإعلان، وسط مخاوف من أن يؤدي تشكيل حكومة جديدة إلى تعقيد مساعي الحل السياسي. في حين ترى بعض القوى السياسية أن هذه الخطوة قد تكون محاولة من قوات الدعم السريع لتعزيز شرعيتها على المستوى الإقليمي والدولي.
التداعيات المحتملة على مستقبل السودان
من غير الواضح كيف ستنعكس هذه الخطوة على مستقبل السودان في ظل استمرار النزاع العسكري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، حيث يسيطر الجيش على معظم شرق البلاد، بينما تفرض قوات الدعم السريع نفوذها على غرب السودان، لا سيما في دارفور وأجزاء من كردفان.
في ظل هذه التطورات، يتزايد الحديث عن احتمالية أن يؤدي هذا الإعلان إلى تعميق الانقسام داخل السودان بدلاً من تحقيق السلام، خاصة إذا لم يتم التوصل إلى تسوية شاملة تشمل جميع الأطراف السودانية.
ويبقى السؤال الأهم: هل سيؤدي هذا التحالف الجديد إلى إنهاء الحرب، أم أنه سيكرس الانقسام ويزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري في السودان؟