بورتسودان | برق السودان – متابعات
كشف تقرير استقصائي مشترك أعدّته شبكة CNN وغرفة الأخبار الاستقصائية Lighthouse Reports، بعنوان «جثث في القنوات»، عن اتهامات خطيرة بارتكاب جرائم قتل وانتهاكات جسيمة بحق مدنيين في ولاية الجزيرة، وذلك عقب دخول القوات المسلحة السودانية إلى المنطقة، وفق شهادات ضباط ومصادر أمنية تحدثوا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم.
ووفق التقرير، فإن الشهادات التي جُمعت تشير إلى أن ما جرى لم يكن حوادث فردية أو تجاوزات معزولة، بل جزء من حملة منسقة نُفذت بأوامر صادرة من أعلى مستويات القيادة العسكرية والأمنية، واستهدفت مجموعات سكانية بعينها على أساس الانتماء العرقي أو الجغرافي.
شهادات صادمة عن استهداف على أساس الهوية
نقل التحقيق عن ضابط في القوات المسلحة السودانية قوله إن «أي شخص بدا أنه من جبال النوبة، أو من غرب السودان أو من الجنوب، كان يُطلق عليه النار على الفور»، في إشارة إلى عمليات قتل تمت دون تحقق أو إجراءات قانونية.
كما أورد التقرير شهادة قائد استخباراتي كبير أشرف على القوات على الأرض، أكد فيها أن الجنود أطلقوا النار على مئات الأشخاص الذين خرجوا للاحتفال بوصولهم، مشيراً إلى أن الضحايا وُصفوا بأنهم «من جنوب السودان»، في سياق يبرز الاشتباه الجماعي والاستهداف الواسع.
إلقاء جثث في المياه ومقابر جماعية
وبحسب ضابط من جهاز المخابرات العامة السوداني، فإن مقاتلين في منطقة بيكا اتهموا مدنيين بالتعاون مع قوات الدعم السريع، قبل قتلهم وإلقاء جثثهم في المياه، بينما تم إلقاء بعض الضحايا وهم أحياء.
وفي شهادة أخرى لقائد بجهاز المخابرات، أشار إلى أن منطقة جسر الشرطة شهدت دفن بعض الضحايا في قبر جماعي بالموقع نفسه، إلى جانب مقاتلين قتلى من قوات الدعم السريع، في مشهد يعكس حجم العنف والفوضى التي رافقت العمليات.
وأكدت مصادر متعددة تحدثت إلى CNN وLighthouse Reports أن ما حدث في ولاية الجزيرة كان جزءاً من نمط من الانتهاكات المنظمة، وليس مجرد ردود فعل ميدانية، ما يثير تساؤلات واسعة حول المسؤولية القيادية والمحاسبة، في وقت تتزايد فيه الدعوات الدولية لإجراء تحقيقات مستقلة وضمان عدم الإفلات من العقاب.
ويأتي هذا التحقيق في ظل استمرار الأزمة السودانية وتعقّد المشهد الإنساني والأمني، حيث تلقي هذه الاتهامات بظلال ثقيلة على مسار الحرب، وتعيد إلى الواجهة ملف الجرائم ضد المدنيين والانتهاكات المرتبطة بها.
