جزيئات بكتيريا الأمعاء تكشف سرّاً جديداً عن تليف الكلى
اكتشاف علمي يربط بين ميكروبيوم الأمعاء وتطور أمراض الكلى المزمنة

الصحة | برق السودان
في دراسة حديثة، توصّل باحثون إلى أن بعض الجزيئات الناتجة عن بكتيريا الأمعاء قد تلعب دوراً محورياً في إحداث أضرار بالكلى. الجزيء المكتشف، الذي أطلق عليه العلماء اسم “corisin”، أظهر قدرة على الانتقال من الأمعاء إلى مجرى الدم، ثم الوصول إلى الكلى حيث يثير التهابات تؤدي مع مرور الوقت إلى تندب وتليف أنسجتها. هذا الاكتشاف يفتح آفاقاً جديدة لفهم العلاقة بين صحة الأمعاء وصحة الكلى، وهو ما قد يسهم في تطوير استراتيجيات علاجية مبتكرة.
آلية انتقال الجزيء وأثره على مرضى السكري
بحسب الباحثين، فإن جزيء corisin لا يظل محصوراً في الأمعاء، بل يعبر حاجزها إلى الدورة الدموية، لينتقل مباشرة نحو الكلى. هناك يبدأ بتنشيط مسارات التهابية تؤدي إلى تلف الخلايا الكلوية. وتكمن الخطورة بشكل خاص لدى مرضى السكري، إذ يكونون أكثر عرضة لتراكم هذه الجزيئات وظهور مضاعفات سريعة، مما يرفع احتمالية إصابتهم بالفشل الكلوي على المدى الطويل.
آفاق علاجية جديدة تربط الأمعاء بالكلى
هذا الاكتشاف يضع العلماء أمام منظور جديد في التعامل مع أمراض الكلى المزمنة، إذ لم يعد العلاج محصوراً في الكلى نفسها، بل قد يشمل التحكم في بكتيريا الأمعاء أو تعديل بيئتها للحد من إنتاج جزيئات ضارة مثل corisin. وقد يقود ذلك إلى تطوير أدوية تستهدف هذا الجزيء أو تمنع انتقاله، ما يمنح الأطباء وسيلة وقائية وعلاجية في الوقت نفسه، خاصة للمرضى ذوي الخطورة العالية مثل المصابين بالسكري.