(حميدتي) يهاجم مسؤولين في الحكومة ويتهم (مافيا) بالتحكم في الاقتصاد
الخرطوم – برق السودان
اتهم رئيس اللجنة الاقتصادية الطارئة في السودان عضو مجلس السيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) مؤسسات حكومية ونافذين بعرقلة عمل اللجنة الاقتصادية، دون أن يستبعد تورط بعضها في التعاون مع “مافيا “تتحكم في اقتصاد السودان.
ويترأس حميدتي لجنة اقتصادية طارئة، ينوب في رئاستها رئيس الوزراء، تعمل على تحقيق إصلاحات فورية في الاقتصاد في محاولة منه لإيقاف تدهوره، حيث تعاني البلاد من أزمة حادة وصل فيها معدل التضخم في يونيو الفائت 136%.
وتحدث حميدتي، الاثنين أمام حفل أقيم بمناسبة بدء تصدير طني ذهب وفقًا للضوابط الجديدة المتمثلة في تصديره عبر نافذة موحدة تضم عدد من المؤسسات الحكومية إضافة إلى المحفظة الاستثمارية وفقًا للسعر العالمي للذهب.
وقال إن اللجنة الطارئة تشكلت قبل ثلاث أشهر للمساعدة في حل الأزمة الاقتصادية، وفق سياسيات لكنها فشلت منذ أول اجتماع في تطبيق أي توصيات أو قرارات.
وأردف “اللجنة شكلت 8 لجان فرعية، بدأت العمل الفعلي لكنها تواجه معاكسات في كل مكان”.
وأضاف: “توجد مافيا كبيرة تتحكم في الاقتصاد، ولن نحل الأزمة الاقتصادية ما لم نحاربها، وسنحاربها ولن نتركها برغم التهديدات بالتصفية”.
وهاجم الرجل غياب مبدأ المحاسبة والرقابة على الأنشطة الاقتصادية المهمة ما أدى لضياع ملايين الدولارات.
وصوب حميدتي انتقادات مباشرة الى المسؤولين في وزارتي الثروة الحيوانية والتجارة، كما نبه الى عدم التعامل مع الشركات الأجنبية المستثمرة في المعادن كما ينبغي، علاوة على عدم اخضاع شركات البترول للمراجعة.
وأشار الى تغاضي الحكومة عن محاسبة المسؤولين عن إرجاع 150 ألف رأس من الماشية بعد وصولها المملكة العربية السعودية، حيث قالت السلطات هناك إن مناعة القطيع متدنية.
وانتقد المسؤول السوداني تعامل وزارة التجارة مع الراغبين في استخراج رخص تصدير الذهب قائلاً إن أحد المصدرين تم توقيفه في الوزارة بدلاً عن إكرامه وتسهيل الإجراءات خاصته.
كما أبدى سخطه لتلف شحنات من محصول الفول السوداني قدر قيمتها بحوالي 87 مليون دولار بسبب صدور قرار من وزارة التجارة بوقف تصديره.
وقال حميدتي إن هناك شركات امتياز تعمل في تعدين الذهب وتستخرج يومياً 300 كيلو جرام لكنها بلا أثر، وليس هناك من يضع يده عليها.
وأفاد أن قوات الدعم السريع سبق أن تدخلت وأوقفت طائرة تحمل 340 كيلو من الذهب معدة للتصدير، لكن تم الافراج عنها باعتباره أمر متفق عليه.
وكان حميدتي يشير الى واقعة حدثت في 9 مايو من العام الماضي حين تم الإعلان عن ضبط طائرة خاصة تتبع لشركة مغربية تعمل بولاية نهر النيل أثناء محاولة تهريب شحنة من الذهب حيث أكدت مصادر موثوقة وقتها أن الشركة تعمل وفق تصديق رسمي من بنك السودان لتصدير المعدن النفيس، ونقل موقع “هيسبرس” المغربي أن الطائرة كانت محملة بكميات كبيرة من الذهب وأنها تابعة لشركة “مناجم” المغربية.
وأضاف أن القوات السودانية أوقفت الطائرة، لأنها لم تأخذ تصريحا للتحرك وليس لأن كمية الذهب مهربة.
ورفض حميدتي الهجوم على شركة “الجنيد” للتعدين الذهب وهي شركة تابعة لقوات الدعم السريع ويتردد على نطاق واسع انها مملوكة لحميدتي واشقائه.
وأوضح أن هذه الشركة تستخرج شهريا ما بين 30 – 40 كيلو ويتم تسليمه لبنك السودان.
وشدد حميدتي على أن العمل الاقتصادي يدار حاليا وفقا لمصالح و”لوبيات” هي ذاتها كانت تعمل مع النظام السابق لكنها “تلونت” وفقا للتغيير الذي حدث.
وتابع ” نحن لن نصمت .. دمار البلد يتم من الخرطوم وعلى يد ناس معروفين يمكن تسميتهم بوضوح”.
وأشار الى أن هذه المافيا تعمل في تدمير البلاد بسرعة، مؤكدًا امتلاكه أدلة تثبت تورطها في أعمال مضرة بالاقتصاد، وأفاد بأن القائمين على أمر المافيا يظهرون بمظهر العفة إلا أنهم مجرمين.
وأكد حميدتي إلى أن المؤسسات الحكومية حال نفذت توصيات اللجنة الاقتصادية يمكن أن يستقر سعر صرف الجنيه السوداني مقابل الدولار عند 60 فقط عوضًا عن 140 جنيه، مؤكدًا على أن السوق الموازي لتجارة العملة (هش). معلنا رصدهم لأشخاص يعملون الآن على شراء كميات كبيرة من الدولار بأي سعر.