الخرطوم | برق السودان
ظلت “الراستفارية” المعروفة عالمياً، جزءاً من اهتمام بعض السودانيين، حتى في أوجها من خلال فناني موسيقي “الريقي” الجاميكيان بوب مارلي وبيتر توش اللذين تمحور فنهما؛ حول تحقيق العدالة الاجتماعية ومقاومة الظلم في جميع أنحاء العالم، بالإضافة إلى نزوعهما إلى التصوف.
جذبت تلك المفاهيم المتعلقة بمقاومة الظلم، اهتمام بعض الشباب السوداني منذ وقت ليس بالقريب وأخذت منها بعض المظاهر الشكلية والرمزية، في وقت استبعدت فيه الأيدلوجيا العقدية.
وقدم الراستات من الثوار السودانيين عدداً من الشهداء، أشهرهم ماجد زروق (بيبو) ومحمد إسماعيل (ود عكر) ومروان جمال وعبد الله عباس طه (الروسي).
وتضم الحركة الناشطة في المقاومة، شريحة عريضة من الشباب تميزت بشكل مختلف وطريقة لبس خاصة تحاكي طريقة بوب مارلي، كما تميزوا بالتمرد ورفض الظلم والديكتاتوريات.
بوب مارلي
ولفت “الراستافيريانز” الأنظار إليهم لا سيما في اعتصام القيادة العامة، حيث كان لهم ركن خاص وظهروا بشكل بارز بعدما كان نظام الرئيس المخلوع، عمر البشير، يمارس التضييق والتمييز ضدهم.
وتأثرت هذه الشريحة من الشباب بالحركة العالمية للراستفارية التي ترجع جذورها إلى إثيوبيا وجامايكا مع الناشط ماركوس جارفي المناصر للأفريقانية.
في السودان مثلت الحركة بعبعا كبيرا للنظام البائد وامتد العداء لها بعد انقلاب قائد الجيش عبدالفتاح البرهان.
ويجابه الراستات بحملات واسعة من قبل الشرطة السودانية وقوات الأمن وانتظمت حملات مكثفة عقب انقلاب 25 أكتوبر 2021، استهدفت الشباب الذين يطيلون شعرهم.
ولعب شباب الراستا دورا ملهما في ثورة ديسمبر، وكان لأغاني مغني الريقي بوب مارلي أثر كبير في إثارة حماس الشباب للمقاومة والصمود.
ولم يأبه الراستات بالحملات الإعلامية المضادة في وسائل التواصل الاجتماعي التي تربط حركتهم بعقائد مخالفة للدين، خاصة وأنهم معروفون بهدوئهم وعدم جنوحهم للجدال حتى في حيواتهم الاجتماعية الخاصة.
وعرف ثوار الراستا بتسيير المواكب المطلبية، حيث نفذوا موكبا في مطلع العام الحالي بمركز شباب الربيع بمدينة أمدرمان حمل شعار موكب “حب وتعاف ومقاومة” تخليدا لذكرى الشهيدين الروسي وبيبو اللذين سقطا في المواكب الرافضة لانقلاب الجيش في اكتوبر.
الشهيد الروسي
وتتخذ الراستفارية شعاراً لها بالألوان الأحمر والأصفر والأخضر وعرفت بانتمائها واعتزازها بالطقوس الأفريقية والاحتفاء بالموسيقى كنوع من أنواع المقاومة السلمية.
راستات رياضيون
لم يقتصر الاهتمام الراستافانية على شباب المقاومة فقط بل امتد أثرها ليشمل لاعبي كرة القدم في السودان.
ويعتبر لاعبا المنتخب السوداني والهلال محمد عبدالرحمن الغربال وفارس عبدالله، ولاعبا المريخ الدوليين السماني الصاوي وعمار طيفور من أشهر لاعبي الكرة السودانية ظهورا بشكل الراستات.
وعلى امتداد الثورة السودانية يظل شكل الراستا ورمزيته النضالية مظهرا غير محبب للعسكر والانقلابيين الذين يجن جنونهم كلما شاهدوا شعرا مسدلا لثائر أو رمزا من رموز المقاومة.