رسالة خليجية لكبرى دول العالم نقلها ماكرون صدفة: نحنُ الرقم الصعب!
الإمارات والسعودية نموذج إستثنائي لقوة العلاقات
الخرطوم | برق السودان – خاص
لا تزال أصداء شريط الفيديو الذي انتشر للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهو يتحدّث إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، على هامش قمة الدول السبع الأكثر تصنيعاُ في العالم.
في الفيديو تحدّث ماكرون، عن أن الإمارات وصلت للحد الأعلى من قدرة التصدير وأن السعودية لن تقوم بتصدير أكثر من 150 ألف برميل يومياً.
دولة الإمارات العربية المتحدة فرضت نفسها مع المملكة العربية السعودية كرقم صعب على الخارطة الدولية وهما محور اهتمام كبرى دول العالم
ويأتي التداول الواسع لهذا الفيديو لمحادثة ماكرون، وبايدن، حول الإمارات والسعودية تزامناً مع الزيارة المقررة لبايدن، إلى الرياض.
هل أرضخت السعودية والإمارات «بايدن»؟
لم يمرّ الحديث مرور الكرام، وليس حديثاً عابراً وإنما مضمون المحادثة بين الرئيس الفرنسي ونظيره الأمريكي، يُدلّل بحسب مراقبين، على قوة الإمارات والسعودية في الضغط على بايدن، في مسألة النفط والطاقة.
كما أنّ هذا الحديث دفع كثيرين إلى تذكّر محاولة بايدن، السابقة في الاتصال بالشيخ محمد بن زايد، عندما كان حينها وليّاً لعهد أبوظبي والأمير محمد بن سلمان، ولي عهد المملكة العربية السعودية والتي باءت بالفشل بعد رفض الحديث معه.
هذا الحديث جعل كبار محللي الشأن العربي والشأن العالمي التأكيد على أنّ الإمارات العربية فرضت نفسها مع السعودية كرقم صعب على الخارطة الدولية، وهي محور اهتمام كبرى دول العالم.
ولفت عدد من المحللين للعلاقات الدولية على أن بايدن، ودول أوروبا رضخت للسعودية والإمارات كونهما ذات قوة استراتيجية في الشرق الاوسط ومصدر رئيسي للطاقة والنفط في العالم.
ويسعى بايدن، إلى إقناع السعودية والإمارات بزيادة إنتاجهم النفطي، من أجل وقف ارتفاع أسعار المحروقات والتضخم في بلاده التي تشهد انتخابات منتصف الولاية في نوفمبر. وتعتبر هذه الانتخابات حساسة بالنسبة للحزب الديموقراطي الذي ينتمي إليه بايدن.
وأياً كانت النتيجة، سيشكّل لقاء بايدن، مع الأمير محمد بن سلمان، والشيخ محمد بن زايد، تغييراً في سياسته الدبلوماسية.
وقفزت أسعار خام برنت القياسي أكثر من دولارين متجاوزة 115 دولاراً للبرميل بفعل تلك الأنباء وسط شح في الإمدادات العالمية وتزايد الطلب.
رضوخ أمريكي لدول الخليج بسبب مسألة النفط
ويُنظر إلى السعودية ودولة الإمارات على أنهما البلدان الوحيدان في منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك» وفي العالم اللذان ما زال لديهما طاقة إنتاجية فائضة، وقد يساعدان في زيادة الإمدادات العالمية.
ويسعى الغرب إلى سبل لتقليل واردات النفط من روسيا لمعاقبة موسكو على غزوها لأوكرانيا.
بايدن، ودول أوروبا رضخت للسعودية والإمارات كونهما ذات قوة استراتيجية في الشرق الاوسط ومصدر رئيسي للطاقة والنفط في العالم
وتنتج السعودية حالياً حوالي 10.5 مليون برميل يومياً وتبلغ طاقتها الإنتاجية ما بين 12.0 مليوناً و12.5 مليون برميل يومياً، وهو ما سيسمح لها من الناحية النظرية بأن تزيد إنتاجها بمليوني برميل يومياً.
وتنتج الإمارات حوالي ثلاثة ملايين برميل يومياً ولديها طاقة إنتاجية قدرها 3.4 مليون برميل يومياً، وتعمل على زيادتها إلى أربعة ملايين برميل يومياً.
وتبحث أوروبا عن سبل لإبدال ما يصل إلى مليوني برميل يومياً من الخام الروسي وحوالي مليوني برميل يومياً من المنتجات المكررة التي كانت تستوردها من روسيا قبل غزو أوكرانيا.