الأخبار

شباب جماعة الإخوان المسلمين يعترضون على تولّي صلاح عبدالحق منصب القائم بأعمال المرشد

الخرطوم | برق السودان 

تتصاعد موجة الانقسامات الداخلية في تنظيم الإخوان المسلمين لكن هذه المرة ليس في صفوف المسنين المتحكمين في القرارات، وإنما بين صفوف الشباب الذي يمثلون في الجماعة ما نسبته 90%.

وبدأ شباب التنظيم تمرداً جديداً غير معلن فور صدرو أنباء عن تولّي صلاح عبدالحق، منصب القائم بأعمال مرشد الإخوان، واعتراض الشباب هنا ارتبط بالشكل الذي تم به اختيار الرجل الأول في التنظيم عن طريق وصيّة الراحل إبراهيم منير، وليس عن طريق الانتخاب المباشر، ومن المتوقع أن يشهد التنظيم تصعيداً شبابياً في القريب العاجل، خاصة في ظل محاولة الضغط عليهم محلياً وخارجياً.

ويرفض الشباب اختيار صلاح عبدالحق،في منصبه الجديد كونه تعدّى الثمانين من عمره، فضلاً عن كونه ينتمي لمدرسة عقيمة في التفكير لا تُناسب مستحدثات الواقع.

شباب التنظيم بدؤوا تمرداً على صلاح عبدالحق بسبب اختياره عن طريق وصيّة الراحل إبراهيم منير وليس عن طريق الانتخاب المباشر

تفكك تنظيم الإخوان

هذا وتحاول الجماعة تهيئة صف الإخوان لهذا الاختيار عبر إقناع قطاعات الشباب داخل التنظيم، ورغم أنها بذلت جهوداً في هذا السياق ووجهت بعاصفة رفض، ما يرجح حدوث انشقاق جديد داخلها، ولكن هذا الانشقاق سوف يحدث داخل جبهة إبراهيم منير، وليس داخل التنظيم بين الجبهتين الكبيرتين، وهو ما يعد انشقاقا على الانشقاق الحادث.

التنظيم الإرهابي يحاول تحييد الشباب وعدم الدخول معهم في خلافات، لكنه يقمعه في حال التمرد، ثم يقوم بتأسيس مجموعات شبابية محافظة مهمتها مواجهة مجموعات الشباب الأخرى، التي تتطلع إلى دور لها داخل الهياكل التنظيمية حتى تبدو أنّ المعركة أو الخلاف، في حال حدوثه، بين الشباب وبعضهم، وليس بين التنظيم والقطاع الكبير من الشباب، وهو ما ينبئ بانشقاق الجبهات المنشقة على نفسها.

هذا وحاول الإخوان في الجبهات المنشقة تعيين بعض الشباب في مناصب كمتحدثين إعلاميين، وهذا من قبيل الوجاهة فقط، فمثل هذا المنصب لا يتمتع صاحبه بأي صلاحيات تنظيمية، وذلك كمحاولة لتأجيل الصدام المتوقع مع القطاع الكبير من الشباب.

وكورقة ضغط، استخدم تنظيم الإخوان المساعدات المادية لشباب الجماعة في الخارج، فمنع عنهم وعن أسرهم هذا الدعم، فضلاً عن فصله بعض الشباب غير الموالين له، كما بدا ذلك واضحاً في منصات إعلامية تخضع لجبهة محمود حسين، أو جبهة إبراهيم منير، حيث تجنّد كل جبهة العاملين في منصاتها ليكونوا تابعين لها في الصراع الدائر داخل الجماعة.

الإخوان المسلمين1

يذكر أنّ صلاح عبدالحق، يعمل طبيباً، قضى عمره في العمل في قسم التربية داخل الجماعة، وسبق واتهم في القضية نفسها التي اتُّهم فيها منظّر الجماعة الأول، سيد قطب، والتي عرفت بإسم تنظيم عام 1965م.

لم يُعرف عن صلاح عبد الحق، رأي فقهي أو سياسي مخالف لاختيارات الجماعة، وتولى بعض الأعمال التربوية في التنظيم الدولي، ولم يعترف بأخطاء الجماعة ولم يراجع أفكاره، وتولى أعمالاً تربوية ودعوية لعناصر الإخوان، والتي يتم ترسيخ فيها مبادئ الجماعة وثوابتها.

الإخوان المسلمين

ويعتبر صلاح عبدالحق من منظري الإخوان المسلمين ومؤرخيهم ومسؤول التربية بالتنظيم، والرئيس الأسبق لجهاز التربية في التنظيم العالمي.

شخصاً كصلاح عبد الحق لا يتمتع بأي حس قيادي لن يكون قادراً على حسم أي خلاف داخل التنظيم، وهو ما سوف يُعطي مساحة أكبر للمتحولقين حول الرجل، وبالتالي سوف تتضارب القرارات داخل التنظيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى