شركة تعدين واجهة تركيا لتجنيد السودانيين لنقلهم للقتال في ليبيا
تركيا تستهدف الشعب السوداني وتستغل وضعه المعيشي
الخرطوم | برق السودان
كشفت مصادر أن تركيا تواصل تجنيد المرتزقة والمسلحين الأجانب لإرسالهم إلى ليبيا، حفاظاً على مصالح أنقرة وتوسيع وجودها العسكري داخل ليبيا.
وأوضحت المصادر أن أنقرة جندت مجموعات مسلحة سودانية لإرسالها إلى جنوب ليبيا لإستهداف قوات الجيش المتمركزة على الحدود التشادية، حيث تعتبر الحدود الليبية التشادية منطقة شديدة الإضطراب بعد مقتل الرئيس التشادي إدريس ديبي، في هجمات مسلحة في أبريل الماضي.
وأضافت المصادر أن الشركة المسؤولة عن تجنيد المجموعة المسلحة من المرتزقة السودانيين مملوكة لرجل الأعمال التركي أوكتاي شعبان حسني، وأوكتاي مقرب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وأكدت المصادر أن أوكتاي، كلف بمهمة تجنيد عمال مناجم سودانيين لإرسالهم إلى ليبيا، لشخص تركي يُدعى يوسف، الذي يعمل تحت غطاء التشغيل في صيانة الآلات الثقيلة واللوادر.
غادر أوكتاي، السودان بعد سقوط النظام السابق الذي عينه هناك وقالت مصادر إن “الشركة التركية المسؤولة عن عمليات التوظيف مستمرة في العمل بأشكال مختلفة بسبب علاقات مسؤوليها الواسعة مع العمال وعمال المناجم في السودان”.
ويرى مراقبون أن تركيا تنظر إلى الجنوب الليبي بإهتمام كبير، حيث أن 70٪ من ثروة ليبيا تتركز في هذه المنطقة.
ففي فبراير، كشف تقرير لفريق من خبراء مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة عن مشاركة جماعات مسلحة سودانية في القتال في ليبيا.
أوكتاي أرجان.. من مسوقاً لبضعة صناديق من الملابس الرجالية إلى إمبراطور مال تلاعب بالإقتصاد السوداني وتجنيد المرتزقة كيفما يشاء مستغلاً شركة للتعدين واجهةً لتجنيد السودانيين لنقلهم للقتال في ليبيا
وفي الأشهر الأخيرة، شنت الجماعات المسلحة ومعظمها من الأجانب هجمات عديدة على جنوب ليبيا، حيث إستهدفوا قوات الجيش الوطني الليبي، ما دفع الأخير إلى شن حملات إستباقية “لتطهير” هذه المنطقة.
ولا تزال الجهود المستمرة لجلب المرتزقة إلى ليبيا ووجود القوات الأجنبية في أجزاء كثيرة من ليبيا تشكل عقبة رئيسية أمام إجراء الإنتخابات الليبية المقبلة المقرر إجراؤها في ديسمبر المقبل.
وقال وزير الدفاع التركي خلوصي أكار، على هامش زيارة رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة، إلى تركيا يوم السبت، إن القوات التركية لن تغادر ليبيا، وهذه الخطوة تثير الشكوك حول نية أنقرة فتح الطريق أمام حل سياسي وسحب المرتزقة والقوات التابعة لها من ليبيا.
وكانت تركيا قد تمكنت وعبر رجل الأعمال المغمور أوكتاي أرجان، من النفاذ بقوة للسودان، مستغلة بيئة الفساد الخصبة التي وفرها نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، خدمة للتنظيم العالمي للإخوان.
وكانت 9 سنوات كافية لتحويل أوكتاي شعبان حسني وكنيته (أوكتاي أرجان)، الذي دخل السودان في العام 2002م، مسوقاً بضعة صناديق من الملابس الرجالية، إلى إمبراطور مال يتلاعب بالإقتصاد السوداني وتجنيد المرتزقة كيفما يشاء مستغلاً شركة للتعدين واجهةً لتجنيد السودانيين لنقلهم للقتال في ليبيا.
وتحول أوكتاي، بعد ذلك إلى ذراع طولى للرئيس التركي رجب طيب أوردغان، لتحقيق حلم إعادة بعث الدولة العثمانية عبر ميناء سواكن، ذو الموقع الإستراتيجي على البحر الأحمر، القريب من العمق المصري والخليجي، وبإطلالة مهمة نحو القارة الأفريقية.
وتطور الأمر أكثر عندما بدأ يعمل في تسهيل التحويلات المالية الحكومية في ظل الحصار الإقتصادي الذي كان يعيشه السودان بسبب تصرفات الإخوان الطائشة.
ويلاحق القضاء السوداني أوكتاي الآن بتهمة الثراء الحرام، وتخريب الإقتصاد الوطني، والإشتراك في عمليات فساد ضخمة مع تنظيم الإخوان، بمساعدة ودعم من أشقاء الرئيس المخلوع عمر البشير.