
تقرير | برق السودان
في تطور لافت يُنذر بتصدع داخل الدائرة الضيقة للسلطة في بورتسودان، كشفت مصادر مطلعة عن خلافات متصاعدة بين رئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان ونائبه شمس الدين الكباشي، وذلك على خلفية تعيينات جديدة وصفت بأنها “ترضيات إخوانية” تهدف لترميم التحالفات القديمة بين البرهان والتيار الإسلامي.
تعيينات مثيرة للجدل في مواقع سيادية
أبرز ما أثار الجدل داخل السلطة هو تعيين السفير السوداني لدى السعودية “دفع الله الحاج علي” في رئاسة الوزراء، رغم اعتراضات متزايدة داخل المؤسسة العسكرية بسبب خلفيته المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين، وتاريخ قربه من دوائر التنظيم الدولي.
كما شملت القرارات تكليف “عمر عيسى” بوزارة الخارجية، وهو دبلوماسي سابق معروف بمواقفه المتناغمة مع أجندات الإسلاميين، ما اعتبره خصوم البرهان، محاولة لإعادة تدوير رموز النظام البائد في مرحلة انتقالية حرجة.
الكباشي يلوّح بالاستقالة.. وتصدّع داخل “معسكر بورتسودان”
وبحسب المصادر، فقد عبّر الفريق أول شمس الدين الكباشي، عن رفضه الصريح للتعيينات الأخيرة، واعتبرها خطوة خطيرة تُعيد إنتاج الأزمة بدلاً من احتوائها.
المصادر ذاتها لم تستبعد أن يقدم الكباشي، على الاستقالة أو يقود تحركًا داخل المجلس العسكري للضغط على البرهان، للتراجع عن هذه القرارات، خاصة مع وجود تيار داخل الجيش يرى أن الاعتماد على “الإخوان” في تشكيل الحكومة هو بمثابة انتحار سياسي وعسكري وسط أزمة ثقة متصاعدة مع الشارع والمجتمع الدولي.
خلفيات وتحليل: عودة الإسلاميين إلى المشهد؟
هذه التطورات تعيد للأذهان تحذيرات عديدة من أن البرهان يسعى لتعزيز سلطته من خلال تحالفات مع الإسلاميين، مستفيدًا من خبراتهم في إدارة الدولة، ومن شبكاتهم الممتدة داخل وخارج السودان.
لكن خصومه يرون أن هذا التوجه يُفاقم الانقسامات، ويُفقد الحكومة أي شرعية محتملة في أعين السودانيين الذين أطاحوا بالنظام السابق في ثورة ديسمبر.
بينما يُبقي البرهان على صمته حيال هذه التسريبات، تشير المعطيات إلى أن الأسابيع المقبلة ستشهد مزيدًا من التصدعات داخل معسكر السلطة، وسط مخاوف من أن تتحول هذه الخلافات إلى صدام مفتوح يعيد رسم مشهد القوى داخل بورتسودان.