
بورتسودان | برق السودان – تقرير
في تطور لافت ومفاجئ، كشفت مصادر موثوقة أن الفريق صلاح قوش، المدير السابق لجهاز الأمن والمخابرات الوطني في عهد النظام السابق، وصل إلى مدينة بورتسودان منذ 12 يوماً، في زيارة هي الأولى من نوعها منذ سقوط نظام عمر البشير عام 2019.
وأحيطت الزيارة بسرية شديدة دون إصدار أي بيان رسمي أو توضيح عن طبيعة وجوده أو أهدافه من العودة إلى السودان بعد سنوات من الغياب.
وجود دور جديد يتم تحضيره له ربما في إطار إعادة ترتيب الأجهزة الأمنية أو التفاوض بشأن ملامح المرحلة المقبلة
عودة مثيرة للجدل في توقيت حرج
تأتي عودة قوش، وسط أجواء سياسية وأمنية مضطربة تعيشها البلاد، لا سيما مع استمرار النزاع العسكري بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، مما يعزز فرضية أن مهمته ليست اعتيادية. وأشارت مصادر أمنية رفيعة إلى أن زيارته تتعلق بـ”ملفات سياسية وأمنية بالغة الحساسية”، تتم بموافقة ضمنية من قيادات رفيعة في المؤسسة العسكرية.
ويعد قوش، شخصية مثيرة للجدل، إذ لعب دوراً محورياً في كواليس السلطة السودانية لعقود، وكان من أبرز مهندسي السياسات الأمنية لنظام البشير، قبل أن يتحول لاحقاً إلى أحد أضلاع التغيير الذي ساهم في إسقاطه، في خطوة فُسرت حينها بأنها محاولة لإنقاذ الدولة من الانهيار الكامل.
دلالات العودة.. هل من ترتيب جديد للسلطة؟
رغم عدم توفر معلومات مؤكدة حول المهمة التي جاء من أجلها قوش، إلا أن مراقبين يرون أن ظهوره في بورتسودان — التي باتت مقراً لسلطة الأمر الواقع بعد انهيار الخرطوم — قد يشير إلى وجود دور جديد يتم تحضيره له، ربما في إطار إعادة ترتيب الأجهزة الأمنية أو التفاوض بشأن ملامح المرحلة المقبلة.
وتُطرح تساؤلات جدية حول مدى ارتباط هذه العودة بتحالفات جديدة يجري نسجها بين بقايا النظام السابق والقيادات العسكرية الحالية، أو حتى بخطة لفتح قنوات تفاوض داخلية وخارجية، تستخدم قوش، كوسيط نظراً لعلاقاته المعقدة بالفاعلين الإقليميين والدوليين.
الغموض مستمر
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم يصدر أي تعليق رسمي من الجهات الحكومية أو العسكرية بشأن زيارة قوش، كما لم تظهر له أي صور أو تسجيلات تؤكد مكانه أو تحركاته في المدينة. ما يعزز أجواء التكتم والتساؤلات حول ما إذا كانت عودته بداية لمرحلة جديدة من الترتيبات السياسية – الأمنية في السودان.
في انتظار ما ستكشفه الأيام المقبلة، تظل زيارة قوش، واحدة من أكثر التحركات إثارة في المشهد السوداني المتقلب، وقد تشكل مقدمة لتحولات دراماتيكية في موازين القوى داخل البلاد.