الأخبارتقارير

ضباط أوكرانيون يديرون الطيران المسير للبرهان

بورتسودان | برق السودان

أثارت صورة تم تداولها على نطاق واسع في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي جدلاً واسعاً في السودان، حيث يظهر فيها مجموعة من الجنود السودانيين يجلسون مع اثنين من الأجانب. ومن خلال تحقيقاتنا، تبين أن هؤلاء الأجانب هم ضباط أوكرانيون متخصصون في تشغيل الطيران المسير، والذي يستخدمه الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان لاستهداف المدنيين في المناطق المختلفة. هذا الكشف أثار موجة من التساؤلات حول طبيعة الصراع في السودان ومدى تورط أطراف خارجية فيه.

خلفية الصورة والتحقيق في هويات الأجانب

عند النظر إلى الصورة، يظهر بوضوح أن الجنود السودانيين يرتدون الزي العسكري المعروف لكتيبة البراء بن مالك، وهي كتيبة معروفة بولائها للجيش السوداني بقيادة البرهان. ولكن ما أثار القلق هو وجود رجلين أجنبيين بين هؤلاء الجنود. وبناءً على تحقيقاتنا ومصادرنا الموثوقة، تم التأكد من أن هذين الرجلين هما ضباط أوكرانيون تم جلبهم خصيصاً لتشغيل الطائرات المسيرة التي يستخدمها الجيش السوداني لضرب أهداف مدنية.

تم التأكد من هوية هؤلاء الأوكرانيين من خلال مطابقة الوجوه مع قاعدة بيانات تحتوي على معلومات عن مرتزقة دوليين يعملون في مناطق النزاع. هؤلاء الضباط الأوكرانيون لديهم خبرة سابقة في تشغيل الطائرات المسيرة في مناطق صراع أخرى، وهو ما دفع البرهان للاستعانة بهم لتعويض نقص الضباط السودانيين المتخصصين.

تضليل الإعلام الموالي للبرهان

في محاولة للسيطرة على الرأي العام وتجنب موجة الغضب الشعبي، قامت الغرف الإعلامية التابعة للبرهان والمعروفة بـ “الجداد الإلكتروني” بنشر روايات مفبركة حول الصورة. وادعت هذه الروايات أن الأجانب الظاهرين في الصورة هم صحفيون أجانب يعملون لصالح قناة تلفزيونية دولية، وأن الصورة تم التقاطها في منطقة أم درمان خلال تغطية صحفية.

تم نشر هذه الروايات المفبركة على نطاق واسع عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومن خلال المواقع الإلكترونية المرتبطة بالحكومة، في محاولة لإخفاء الحقيقة وتشويه الصورة أمام الرأي العام. ولكن بالتحقيق والتدقيق في التفاصيل، تم فضح هذه الأكاذيب، وتم الكشف عن الحقيقة المرة التي يحاول النظام إخفاءها.

أبعاد الصراع وتورط أطراف خارجية

الاعتماد على مرتزقة أجانب لتشغيل الطيران المسير يزيد من تعقيد الصراع في السودان ويعزز من التدخلات الأجنبية التي تزيد الوضع سوءاً. هذا الكشف يوضح مدى تداخل المصالح الخارجية في الصراع السوداني ويطرح تساؤلات حول الهدف الحقيقي من وراء هذا التورط.

في النهاية، يجب على الشعب السوداني والمجتمع الدولي أن يكونوا على دراية بهذه الحقائق وأن يتخذوا خطوات لمنع استمرار هذه التدخلات التي تزيد من معاناة المدنيين وتؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في البلاد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى