ظهور الأمن الشعبي الذراع المسلحة لجماعة الإخوان المسلمين
عناصره مُتخفية في هيئة (مواطنين عاديين)
الخرطوم | برق السودان
عاد الجهاز السري للحركة الإسلامية والذي كان يعمل في الظلام إلى الظهور والتغلغل في المجتمع من أجل تنفيذ أجندة تنظيم المؤتمر الوطني والإخوان المسلمين.
و”الأمن الشعبي” الذي عرفته الأوساط السودانية، كجهاز سري للحركة الإسلامية السياسية، يعمل الآن في وضح النهار تحت ستار شرطة الاحتياطي المركزي ويتغلغل في المجتمع من أجل تنفيذ أجندة تنظيم الإخوان الإرهابي وحمايته، وهو صاحب التاريخ الأسود والملطخ بدماء الأبرياء وخصوم السياسة.
ويعتمد البناء التنظيمي للأمن الشعبي حالياً في الإشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في نواته الأساسية على بثِّ عناصر مُتخفية في هيئة (مواطنين عاديين)؛ إما تجاراً وإما موظفين وإما عمالاً أو أئمة مساجد، داخل الأحياء السكنية، يجمعون المعلومات عن إرتكازات قوات الدعم السريع ويراقبون خفقات وسكنات وتحركات واتجاهات المواطنين، ويكتبون تقارير تفصيلية عن كلِّ فرد، بما يُسهِّل مهمة السيطرة عليه، إذا أبدى أي نوع من الدعم لقوات الدعم السريع.
الأمن الشعبي لم يختفِ من الوجود، مرة وإلى الأبد، فقد عاد إلى الواجهة مجدداً بعد نجاح إشعال الفتنة بين قوات الشعب المسلحة والدعم السريع.
ويضطلع الأمن الشعبي الآن بوظيفة إرهاب المناوئين والتنكيل بهم، بمطاردتهم وتهديدهم، وطردهم من منازلهم، وانتهاك أعراضهم.
ومن أبرز قادة جهاز الأمن الشعبي، الإخواني الفاتح عروة، وخالد أحمد المصطفى بكداش (توفي)، والحاج صافي النور، والراحل مجذوب الخليفة، وبابكر عثمان خالد، وعثمان عبدالعزيز، وكمال عبداللطيف، والرشيد فقيري، وعماد حسين، وطارق حمزة، وصلاح قوش، والفريق بكري حسن صالح، آخر نائب للرئيس المعزول البشير.
وبحسب مراقبين، فإن كتائب الظل التي هدد بها الإخواني علي عثمان محمد طه، السودانيين المحتجين هم عناصر الأمن الشعبي الذين لا يتورعون عن القتل والتنكيل من أجل حماية مكتسبات التنظيم الإرهابي.
مهمة في صراع الجيش والدعم السريع
لم يكتب لجرائم الأمن الشعبي التوقف عقب إنهاء حكم الإخوان في أبريل، 2019، لكنها استمرت في ثوب جديد يجسد خطة الحركة الإسلامية السياسية بعد سقوطها، ليتولى الجهاز السري مهمة جديدة لزعزعة استقرار البلاد.
ووفق مصادر وخبراء، لن يكتفِ الأمن الشعبي الآن بجمع المعلومات وتحليلها، بل ستمد يده لتنفيذ اغتيالات واسعة لا سيما وسط خصوم السياسة في قوى الحرية والتغيير ولجان المقاومة وقطاع الطلاب بالجامعات السودانية، وداخل تنظيم الإخوان نفسه من الذين يتزحزحون عن الولاء للحركة الإسلامية السياسية.