علي كرتي والحركة الإسلامية.. العرّابون الخفيّون لحرب السودان!

بورتسودان | برق السودان
بينما يحترق السودان بنيران حرب عبثية مزّقت أوصاله وشردت الملايين، يطل علينا علي كرتي، أحد أركان النظام البائد، متوشحًا عباءة “التيار الإسلامي العريض”، كأن شيئًا لم يكن، وكأن الحركة الإسلامية لم تكن يومًا شريكًا أصيلًا في صناعة هذا الجحيم.
الحرب التي تدور رحاها في السودان ليست قدرًا مكتوبًا بل نتيجة مباشرة لسنوات من التخطيط والتجييش الذي رعته هذه الجماعة
لقد كانت الحركة الإسلامية السودانية، بقيادة كرتي ورفاقه، المحرّك الفعلي لمنظومة الاستبداد طوال 30 عامًا، ورأس الرمح في هندسة الانقلابات، وتفكيك الدولة، وتسليح القبائل، وتفجير النزاعات. واليوم، في خضم أسوأ كارثة إنسانية تمر بها البلاد، تعود لتسويق ذات الرموز، بذات الشعارات، لكن بوجهٍ جديد يزعم “الانفتاح” و”التجديد”.
علي كرتي، لا يمثل تيارًا جامعًا، بل إرثًا مريرًا من القمع، والتآمر، وتغذية العنف. وجوده في صدارة أي مشروع سياسي اليوم هو صفعة على وجه العدالة، واستخفاف بدماء الأبرياء التي لم تجف بعد.
الحرب التي تدور رحاها في السودان ليست قدرًا مكتوبًا، بل نتيجة مباشرة لسنوات من التخطيط والتجييش الذي رعته هذه الجماعة، وتغاضت عنه طويلاً. والآن، بدلًا من الاعتراف بالجريمة، يحاولون الالتفاف على المشهد من جديد، عبر ما يسمى بـ”التيار العريض”، في محاولة يائسة لإعادة إنتاج الفشل.
الذين قادوا البلاد إلى الحرب لا يمكنهم قيادتها إلى السلام.