الأخبار

غازي صلاح الدين العتباني “ثعلب الإخوان” الذي يسعى لإعادة سيطرتهم  على الحكم في السودان

الخرطوم | برق السودان

رغم سقوط نظام الإخوان المسلمون في السودان متمثلة في حكم المخلوع عمر البشير، وحزب المؤتمر الوطني المحلول، وحل العديد من مؤسسات الإخوان في البلاد، إلا أن الجماعة تسعى من خلال أذرع عديدة لاختراق الثورة السودانية والمرحلة الانتقالية عبر أوجه إخوانية تحتفظ بوجودها في اللعب السياسية السودانية.

ويعد غازي صلاح الدين العتباني، وهو رئيس حركة الإصلاح الآن السودانية (وهي أحد الحركات التابعة للإخوان في السودان)، أبرز الوجوه السودانية المدعومة من الجماعة.

ولد غازي صلاح الدين، في 15 نوفمبر، 1951م، في مدينة أم درمان بالسودان، وتلقى تعليمه في الجزيرة وسط السودان، ثم انتقل إلى مدرسة الخرطم الثانوية القديمة، ثم إلتحق بكلية الطب جامعة الخرطوم.

فُصِل من تعليمه بسبب نشاطه السياسي وانضمامه لجماعة الإخوان، ومشاركته في الانقلاب على نظام الرئيس جعفر نميري، في يوليو 1976م، ويعتبر غازي صلاح العتباني، التلميذ النجيب لحسن الترابي، الأب الروحي للإخوان في السودان والاخير كان يشكل أبرز رجال الدوحة في الخرطوم.

نال درجة الماجستر ودكتوراه من جامعة جليفورد في بريطانيا 1985م، في انجلترا وأُنتخب ضمن الهيئة التنفيذية لاتحاد لطلاب المسلمين “الاخوان” كما تقلد رئاسة المؤسسة الإسلامية بلندن، وهي تابعة للتنظيم الدولي للإخوان.

كما أن “غازي” كان جزءاً من نظام المخلوع عمر البشير، حيث تولى مسؤوليات عدة قبل أن ينفصل رسمياً عن حزب المؤتمر الوطني الحاكم  في أكتوبر 2013م، فقد تولى منصب وزير الدولة والمستشار السـياسي لرئيس الجمهورية عمر البشير، في الفترة ما بين (1991م- 1995م)، كما عمل وزير الدولة بوزارة الخارجية 1995م، وفي الفترة ما بين (فبراير 1998م- فبراير 2001م)، وزيراً للإعلام والثقافة.

كان خلال عضويته في حزب المؤتمر الوطني، وتوليه عدة مناصب سياسية داخل نظامم البشير، تولى ايضاً أهم ملفان في الدولة السودانية، ملف الحوار مع الولايات المتحدة الأمريكية، والملف الأخر هو ملف حل أزمة “دارفور” والتي تعد أبرز القضايا التي يلاحق بها نظام المخلوع عمر البشير، ومطلوب الأخير أمام الجنائية الدولية.

بعد خلافات مع البشير، ترك غازي، حزب المؤتمر الوطني، في اكتوبر 2013م، وأنشأ غازي صلاح الدين والمجموعة المنفصلة عن حزب المؤتمر الوطني السوداني، حزباً بإسم حركة الإصلاح الآن.

ووضع “غازي” على رأس أولوياته “تحقيق الأمر الرباني بإقامة العدل والإحسان، وإعلاء قيم المسؤولية الفردية والجماعية، وترسيخ مفاهيم المحاسبة ومحاربة جميع أشكال الفساد في الأرض”.

“غازي” الاسلامي يمثل أبرز وجه الفساد في نظام الاخوان بقيادة عمر البشير، حيث يمتلك غازي صلاح الدين، عقار بالعمارات – الخرطوم تم شراؤه بمبلغ 400 مليون جنيه حينما كانت لها قيمة وتبلغ قيمته حالياً مليارات الجنيهات ومؤجر إلى جهة دبلوماسية بمبلغ 10 الف دولار شهرياً، وفقاً لمقال للكاتب السوداني عبد الغفار المهدي، في صحيفة الراكوبة.

وكان يرى صلاح الدين، أن  الإخوان هم الأقوى والأكثر حضوراً في المجتمع السوداني والعالم العربي قائلاً في حوار لصحيفة الشرق القطرية، نوفمبر 2017م، “ما يزال ما تسمينه الإسلام السياسي أي التيار الحامل لمشروع التجديد الإسلامي، هو التيار الأقوى والأكثر تغلغلاً في المجتمع. هذا الكلام ليس صادراً عن عصبية، وإنما هي أرقام الانتخابات في الدول العربية والإسلامية، برغم ذلك هو مستعدى بدرجة كبيرة ودائرة العداء له تمتد بتمويل ودعم من قوى نافذة.”

ولكن في حواره مع صحيفة “السوداني” في يناير 2020م، عاد وانقلب على ما صرح به قبل أكثر من عامين،  معترفاً بفشل الاخوان في الحكم قائلاً : “هنالك عدة أشياء، منها أولاً خطأ الإسلاميين وواضح جداً أنت الآن عندما تقرأ وتسمع ما نقلته العربية وجهات أخرى أنه كان هنالك خطأ كبير جداً نحن نبهنا له وخرجنا عمليا وربنا أكرمنا بهذا الموقف بمصداقية وهناك من لا زالوا حتى اليوم، في ذات المنطق القديم ويعتقد أن عنده حقاً سماوياً في أن يتملَّك رؤوس الناس، وهذا موجود في أي ملة وأية طريقة سياسية”.

ويعرف عن غازي صلاح الدين، بأنه رمزاً من رموز التزوير في الحركة الإسلامية، وفق ما ورد على لسان القيادي في قوى الحرية والتغيير بابكر فيصل بابكر.

وأشار بابكر، إلى أن مواقفه عندما كان في وزارة الخارجية ووزارة الثقافة والإعلام كانت ضد الحريات. ودعا الحركة الإسلامية إلى وقفة صادقة مع النفس بعد أن أصبحت منبوذة من كل الناس حتى من أبناء رموزها.

ومع فترة اقتراب سقوط نظام البشير، تحركت قطر لإعادة ترتيب إخوان السودان بالإشراف على اجتماعات مكثفة لتوحيد أحزاب سودانية لها خلفيات اخوانية لإعادة إنتاج النظام الاخواني، وهو ما جعل “صلاح الدين” يلعب دوراً كبيراً في هذا الأمر.

وأسس غازي، الجبهة الوطنية للتغيير في السودان، يناير 2019م، لتكون ذراع قطر في المرحلة الانتقالية السودانية، وكذلك غطاء للاخوان الغير المتصلين بشكل مباشر بالسلطة ونظام البشير.

وتضم الجبهة الوطنية للتغيير كلاً من: حركة الإصلاح الآن، الحزب الاتحادي الديمقراطية، كتلة قوى التغيير، حزب الشرق للعدالة والتنمية، منبر المجتمع الدارفوري، الحركة الاتحادية، الحزب الاشتراكي المايوي، المؤتمر الديمقراطي لشرق السودان، حزب الأمة الموحد، حزب الوطن، تيار الأمة الواحدة، منبر النيل الأزرق، حزب الإصلاح القومي، اتحاد قوى الأمة، حزب مستقبل السودان، حزب وحدة وادي النيل، جبهة الشرق، حركة الخلاص، حزب التغيير الديمقراطي، حزب السودان الجديد، حزب الشورى الفيدرالي، الجبهة الثورية لشرق السودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى