فشل القيادة العسكرية السودانية.. استمرار البرهان يعني استمرار الحرب والانهيار
فشل عسكري واستراتيجي
الخرطوم | برق السودان
تتزايد القناعة داخل الأوساط السياسية والشعبية في السودان بأن الأزمة لم تعد مجرّد حرب بين قوات متصارعة، بل باتت صراعاً على مستقبل الدولة نفسها. فشل القيادة العسكرية في إدارة البلاد، سياسيًا واقتصاديًا وعسكريًا، صنع واقعًا غير مسبوق من الانهيار المؤسسي والمعيشي، وجعل استمرار عبد الفتاح البرهان في المشهد السياسي مرادفاً لاستمرار الحرب بلا أفق، واستمرار الانهيار دون أي فرصة لإنقاذ الدولة.
فشل سياسي كامل
منذ انقلاب أكتوبر 2021، دخل السودان في عزلة سياسية متعمّقة. تفكك التحالفات، انعدام الثقة مع الشارع، انهيار أي مسار للانتقال الديمقراطي، وغياب الدولة المدنية التي حلم بها السودانيون بعد ثورة ديسمبر. فقدت القيادة العسكرية القدرة على بناء تحالف وطني أو إطلاق مشروع سياسي حقيقي يعيد الاستقرار، واكتفت بإدارة الصراع بدلاً من إدارة الدولة.
فشل عسكري واستراتيجي
الحرب الدائرة كشفت انهيار المؤسسة العسكرية في الجوانب المهنية والتنظيمية:
- سقوط المدن واحدةً تلو الأخرى،
- تسليح مليشيات قبلية،
- تجنيد الأطفال والمدنيين،
- فقدان السيطرة على سلاسل الإمداد ومواقع استراتيجية.
الحرب تحولت إلى معركة استنزاف طويلة، وفقد الجيش تماسكه الداخلي، بينما يتسع نزيف الأرواح والاقتصاد دون أي نجاح عسكري حقيقي يعيد الثقة للمواطن أو للمجتمع الدولي.
انهيار اقتصادي ومعيشي
لم يعد الانهيار الاقتصادي مجرد أرقام:
- تضخم غير مسبوق،
- توقف الخدمات الأساسية،
- انهيار الجنيه،
- غياب الرواتب والوقود والدواء،
- أكبر موجة نزوح وجوع في تاريخ السودان الحديث.
كل ذلك في ظل قيادة ترفض أي حلول سياسية، وتستخدم الاقتصاد أداة حرب لا أداة دولة.
لا دولة قانون تحت من تورطوا في الانتهاكات
الدولة التي تبنى على الإفلات من العقاب ليست دولة قانون. عشرات التقارير الأممية والحقوقية وثّقت:
- قتل المدنيين،
- استخدام الطائرات ضد أحياء سكنية،
- الاعتقالات التعسفية،
- التعذيب،
- الإخفاء القسري.
لا يمكن أن تقوم دولة عدالة حقيقية على يد أشخاص ثبتت مسؤوليتهم عن انتهاكات ضد الشعب. كل حالة موثقة تستوجب مساءلة قانونية، لا حصانة سياسية ولا صفقات تقاسم سلطة.
استمرار البرهان في السلطة يعني:
- استمرار الحرب،
- استمرار الانهيار الاقتصادي،
- استمرار تفكك الدولة،
- واستمرار الإفلات من العقاب.
لا سلام ولا استقرار ولا دولة قانون في ظل قيادة عسكرية أثبتت فشلها سياسياً وعسكرياً وأخلاقياً. السودان يحتاج إلى انتقال مدني كامل، محاسبة عادلة، وقيادة وطنية تملك مشروع دولة لا مشروع سلطة.




