
تحقيق | برق السودان
وسط تصاعد الحرب السودانية، برزت ما يُعرف بـ”مجموعة الدوحة”، وهم خمسة إعلاميين سودانيين معروفين، يقيم بعضهم في قطر ويعملون عبر منابر رقمية وصفحات على منصات التواصل، وُجهت إليهم اتهامات بتلقي تمويلات مالية ضخمة للقيام بحملات تضليل إعلامي تستهدف القوى المدنية، عبر نشر الشائعات والاتهامات وتشويه السمعة.
وبحسب الاستقصائي هشام عباس، فإن المجموعة تلقت مبلغًا قدره 500 ألف دولار أمريكي مقابل “القيام بمهامهم” خلال فترة الحرب، وعلى رأسها:
•الترويج لخطاب مضاد للمدنيين
•لصق الاتهامات بالقوى الثورية
•تبرير جرائم الحرب وشيطنة كل من يعارض سلطة الجيش
خلاف مالي يفضح الانقسامات: مزمل في الواجهة
كشف عباس، إن المبلغ تم تسليمه لأكبر أعضاء المجموعة سنًا، والذي يُعرف بولائه المطلق للمؤسسة العسكرية. لكنه فاجأ بقية الأعضاء – وعلى رأسهم الصحفي مزمل أبو القاسم، المعروف بلقب “مزمز أبو القنابل” – بقسمة جديدة قلصت نصيبهم بحجة أن “دورهم محدود”.
هذا التلاعب قاد إلى توتر داخلي في صفوف المجموعة، تسبب لاحقًا في فرار مزمل، مؤقتًا من الدوحة إلى القاهرة بعد أن دخل في إلتزامات مالية بناءً على المبلغ الموعود، ليعود لاحقًا بعد تسوية خاصة وغامضة.
الموقف من الحرب: بين العمولات والدعاية
ورغم الخطاب العلني الذي يتبناه بعض هؤلاء الإعلاميين – والذي يدعي الانحياز للوطن أو الجيش – إلا أن الوقائع تُشير إلى أن مواقفهم مدفوعة أساسًا بصفقات وعمولات، وليست نتيجة موقف مبدئي أو وطني.
فبينما يعاني ملايين السودانيين من ويلات القصف والجوع والنزوح، ينخرط هؤلاء الإعلاميون في حملات دعائية موجهة مقابل دولارات، متجاهلين مأساة شعبهم.
الهجوم والشتائم.. أسلوب دفاعي أم انهيار معنوي؟
بحسب المتابعين، فإن لجوء بعض الشخصيات في “مجموعة الدوحة” إلى أساليب هجومية حادة وعبارات خارجة عن اللياقة، ما هو إلا محاولة لتغطية فضائحهم أو امتصاص الغضب الداخلي داخل الفريق.
وقد وُصف مزمل بـ”فاقد الأعصاب” نتيجة تزايد الضغط عليه، لكونه بات في مرمى النقد من داخل المجموعة وخارجها.
ما القادم؟
تبقى القضية مفتوحة، لا سيما مع إشارة هشام عباس، إلى “قصص أخرى” تتعلق بشخصيات إعلامية أكاديمية ذات علاقة، والتي يبدو أنها ستتصدر النقاشات لاحقًا.
وفي ظل غياب الشفافية وتواطؤ بعض المنصات، لا تزال الحرب الإعلامية في السودان ساحة لتضليل الرأي العام، يديرها ممولون ومؤثرون خلف الكواليس… ولا يدفع الثمن إلا الأبرياء.