تحقيق | برق السودان
في الآونة الأخيرة، تصاعدت الاتهامات بالفساد في السفارة السودانية بالقاهرة، مما أثار موجة من الجدل والغضب بين أفراد الجالية السودانية المقيمين في مصر.
الاتهامات تضمنت استغلال السلطة، طلب الرشوة، وسوء إدارة الشؤون القنصلية.
هذه القضية لفتت الانتباه بسبب شهادات موظفين سابقين ومقاطع فيديو مسرّبة، لكن السلطات السودانية لم تصدر أي تصريحات رسمية حتى الآن.
هل ستتحرك الحكومة السودانية لفتح تحقيق شفاف أم ستبقى الاتهامات مجرد عناوين عابرة دون حلول ملموسة؟
شهادات واتهامات صادمة
أحد أبرز الشهادات جاءت من شرطي سوداني يُدعى “ود المصطفى”، الذي نشر عدة مقاطع فيديو عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يكشف فيها ما وصفه بـ”الفساد المنهجي” داخل السفارة. وفقًا لشهادته، تتورط شخصيات بارزة، بما في ذلك السفير نفسه، في أعمال مشبوهة تتعلق بالابتزاز المالي وتفضيل المصالح الشخصية على مصلحة الجالية.
ود المصطفى، تحدث عن مواقف محددة، مثل فرض رسوم غير قانونية على الخدمات القنصلية وتأخير متعمد في إنجاز معاملات المواطنين السودانيين الذين لا يقدرون على دفع “الإكراميات”. في أحد الفيديوهات، أشار إلى أن “السفارة أصبحت مركزًا للنفوذ الخاص، وليس لخدمة الجالية”.
الجالية السودانية: إحباط متزايد ومطالب بالتحقيق
الجالية السودانية في القاهرة أعربت عن غضبها من سوء معاملة السفارة لهم، حيث وصف كثيرون السفارة بأنها “عائق بدلًا من أن تكون وسيلة دعم”. الشكاوى تراوحت بين تجاهل السفارة لطلبات المساعدة الطارئة وفرض رسوم باهظة على الخدمات الأساسية مثل استخراج جوازات السفر.
في لقاءات مع أفراد من الجالية، أكد العديد منهم أن السفارة فشلت في القيام بدورها التمثيلي. “نشعر بأننا غرباء في مكان يُفترض أنه يمثل وطننا”، يقول أحد المواطنين السودانيين المقيمين في القاهرة. آخرون وصفوا السفارة بأنها “بوابة للفساد الإداري”، مشيرين إلى أن خدماتها موجهة فقط لمن يستطيعون دفع المال.
رغم انتشار هذه الاتهامات والمطالب المتزايدة بالتحقيق، لم تصدر وزارة الخارجية السودانية أو السفارة أي بيانات رسمية بشأن هذه الاتهامات. عدم الشفافية والتجاهل الحكومي يزيدان من حدة الاستياء في صفوف الجالية السودانية، مما يجعل القضية مرشحة لمزيد من التصعيد.
مع استمرار تداول هذه الاتهامات، يبقى السؤال: هل ستتحرك الحكومة السودانية لفتح تحقيق شفاف، أم ستبقى الاتهامات مجرد عناوين عابرة دون حلول ملموسة؟