الأخبار

فضيحة في درع السودان: بطاقات عسكرية للبيع واعترافات بتسليمها من قادة

سوق سوداء للبطاقات العسكرية في السودان

أم روابة | برق السودان 

في تطور أمني خطير بمدينة أم روابة، ألقت السلطات القبض على عدد من الأشخاص يحملون بطاقات عسكرية تتبع لما يُعرف بـ «قوات درع السودان»، بينهم المدعو علي آدم إبراهيم علي، الذي ضبطت بحوزته بطاقة عسكرية برتبة «مساعد». ما كشفته التحقيقات الأولية أثار جدلًا واسعًا حول شرعية هذه القوات ومصداقية انتماء عناصرها.

اعترافات مثيرة من الموقوفين

المتهم علي آدم إبراهيم، صرّح أمام السلطات بأن البطاقة التي يحملها قد تسلّمها شخصيًا من القيادي أبو عاقلة كيكل، وأكد أنه لم يخضع لأي تدريب عسكري أو برنامج تأهيلي يجعله جديرًا بالرتبة التي يحملها. هذا الاعتراف يثير تساؤلات جدية حول آلية توزيع البطاقات داخل «درع السودان» وما إذا كان الأمر يتم بعلم القيادات العليا أو عبر قنوات موازية غير رسمية.

وفي السياق نفسه، اعترف موقوفون آخرون بأنهم اشتروا بطاقاتهم العسكرية بأموالهم الخاصة، وهو ما يشير إلى وجود سوق سوداء للبطاقات العسكرية داخل هذه التشكيلات، بما يحوّل الانتماء العسكري إلى عملية تجارية بحتة.

تداعيات أمنية خطيرة

المحللون اعتبروا هذه القضية مؤشرًا على فوضى بنيوية داخل «درع السودان»، حيث لم يعد الانتماء يعتمد على الانضباط والتدريب بل على المال والعلاقات. الأخطر من ذلك أن هذه البطاقات قد تفتح الباب أمام مجرمين أو جهات معادية للتنقل بحرية، مستفيدين من الغطاء العسكري الذي توفره لهم هذه الوثائق.

كما أن ذكر اسم «كيكل» كجهة مانحة لهذه البطاقات يضع قيادات «درع السودان» في دائرة الاتهام المباشر، مما قد يؤدي إلى هزة عميقة داخل هذه القوة ويعرضها لفقدان الشرعية في نظر الشارع والرأي العام.

ما بين الفساد والانهيار المؤسسي

القضية، بحسب مراقبين، لا تتعلق فقط ببيع بطاقات أو تسليم رتب وهمية، بل تعكس فسادًا مؤسسيًا يضرب في عمق الكيانات المسلحة غير النظامية في السودان. فإذا كانت «درع السودان» قد سمحت بمثل هذا العبث، فكيف يمكن الوثوق بقدرتها على حماية المدنيين أو المشاركة في أي عملية عسكرية منظمة؟

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى