
كادقلي | برق السودان
في واقعة صادمة تعكس حجم الفساد داخل المؤسسة العسكرية، كشفت مصادر موثوقة عن تورط عدد من الضباط والقادة بالفرقة 14 مشاة بمدينة كادقلي – جنوب كردفان، في بيع الزي العسكري المخصص للجنود، والذي يشمل “الكاكي والبوت”، مقابل مبلغ ضخم يصل إلى 190 ألف جنيه سوداني.
الزي الذي سقط للفرقة قبل أسابيع كان من المفترض أن يُوزّع كاستحقاق طبيعي للجنود المحاصرين منذ أكثر من عامين، غير أن القادة الفاسدين قرروا تحويله إلى سلعة، منهكين جيوب الجنود بدلاً من دعمهم.
استغلال لمعاناة الجنود
تأتي هذه الفضيحة في وقت يعاني فيه الجنود ظروفاً قاسية بسبب طول فترة الحصار، حيث كان من المفترض أن يكون صرف الزي خطوة لتخفيف معاناتهم، إلا أن تصرف القادة حوّل الأمر إلى مصدر استنزاف مالي.
ويؤكد مراقبون أن مثل هذه الممارسات تمثل تجاوزاً خطيراً للأعراف العسكرية وخيانة لحقوق الأفراد الذين يقاتلون في الخطوط الأمامية.
غضب واسع ومطالب بالتحقيق
أثارت هذه المعلومات موجة غضب كبيرة وسط الجنود وعائلاتهم، الذين طالبوا بفتح تحقيق عاجل لمحاسبة المسؤولين، مؤكدين أن هذه الخطوة تمثل دليلاً جديداً على تفشي الفساد والنهب داخل المؤسسة العسكرية في ظل الحرب الدائرة.
ويرى خبراء أن استمرار مثل هذه الممارسات من شأنه أن يضاعف أزمة الثقة بين الجنود وقياداتهم، ويؤثر سلباً على الروح المعنوية في وقت حساس.