فيض المحتوى الاصطناعي: “AI Slop” يهدد جودة المعلومات على TikTok وInstagram

منوعات | برق السودان
خلال الأشهر الماضية، تصاعد الجدل عالميًا حول ظاهرة جديدة في فضاء الإنترنت عُرفت باسم “AI Slop”، وهو مصطلح يصف سيلًا من المحتوى الذي يُنتَج بواسطة أدوات الذكاء الاصطناعي بسرعة وبكميات هائلة، لكنه غالبًا ما يفتقر للجودة أو العمق. ورغم جاذبيته البصرية وسهولة انتشاره، فإن هذا النوع من المحتوى يثير مخاوف متزايدة بشأن التضليل، وتراجع قيمة الإبداع الإنساني، وتأثيره على الثقافة الرقمية عالميًا.
كيف يغزو المحتوى الاصطناعي المنصات الاجتماعية؟
مع تطور الأدوات مثل ChatGPT، Sora، MidJourney، أصبح بإمكان أي شخص إنتاج مقاطع فيديو أو نصوص أو صور مثيرة خلال دقائق فقط. هذا الأمر جذب ملايين المبدعين، لكن المشكلة تكمن في أن نسبة كبيرة من هؤلاء لا تهتم بجودة أو دقة ما يُنشر، بل بالوصول إلى أكبر قدر ممكن من المشاهدات.
في منصات مثل TikTok وInstagram، التي تعتمد على خوارزميات تروّج للمحتوى القصير والسريع، يجد “AI Slop” بيئة مثالية للانتشار، خصوصًا أنه يعتمد على عناصر الجذب البصري والغرابة أكثر من اعتماده على الحقائق أو الفائدة.
المخاطر: من التضليل إلى التأثير النفسي
انتشار هذا النوع من المحتوى لا يقتصر فقط على إضعاف جودة النقاش العام، بل يتعداه إلى:
-
المعلومات المضللة: المحتوى الاصطناعي قد يسهّل نشر أخبار مغلوطة أو صور مُحرّفة يصعب التحقق من صحتها.
-
التأثير على الإبداع البشري: مع هيمنة المواد المنتَجة آليًا، تتراجع فرص المحتوى الإبداعي الأصيل للوصول إلى الجمهور.
-
تأثيرات نفسية على المستخدمين: الاعتياد على المحتوى القصير والسريع قد يُضعف التركيز ويزيد من القلق والإدمان الرقمي، خاصة بين الشباب والمراهقين.
هل نحتاج إلى تدخل تنظيمي؟
مع اتساع رقعة هذه الظاهرة، ترتفع الأصوات المطالبة بضرورة تدخل المنصات الكبرى لوضع قيود أو معايير تضمن الحد من هيمنة “AI Slop”. بعض الخبراء يقترحون وضع وسوم خاصة بالمحتوى المولَّد بالذكاء الاصطناعي، فيما يرى آخرون أن الحل يكمن في رفع الوعي الرقمي لدى المستخدمين لمساعدتهم على التمييز بين المحتوى القيّم والمحتوى السطحي