الأخبار

قصف مروّع على قافلة إنسانية في شمال دارفور يثير موجة إدانة دولية

استهداف ممنهج يقوّض العمل الإنساني

دارفور | برق السودان

في جريمة جديدة تهز الضمير الإنساني، شنّ الجيش السوداني مساء أمس الإثنين هجوماً جوياً وصف بالوحشي، استهدف قافلة إنسانية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي (WFP) التابع للأمم المتحدة، وذلك في منطقة “الكومة” بولاية شمال دارفور.

ووفقًا للوكالة السودانية للإغاثة والعمليات الإنسانية (سارهو)، أسفر الهجوم عن مقتل 4 من العاملين في القافلة، وإصابة 2 آخرين بجروح متفاوتة، بالإضافة إلى تدمير 7 مركبات بشكل كامل، في حصيلة أولية مرشحة للارتفاع مع تواصل عمليات الإنقاذ والمسح الميداني.

استهداف ممنهج يقوّض العمل الإنساني

القافلة التي تعرّضت للهجوم كانت تحمل مساعدات غذائية وطبية موجهة لسكان دارفور المتأثرين بالصراع والنزوح، وقد تم احتجازها سابقاً لأكثر من 15 يوماً في منطقة “الدبة” بواسطة عناصر تتبع لاستخبارات الجيش، قبل أن يُفرج عنها ويُستهدف بشكل مباشر عقب تحركها.

ويصف مراقبون هذا الاعتداء بأنه جزء من سياسة ممنهجة تتبعها قيادة الجيش المحسوبة على الحركة الإسلامية الإرهابية، والتي تسعى لتعطيل إيصال المساعدات وفرض حصار إنساني على بعض مناطق دارفور، وسط اتهامات بتوظيف سلاح الجو لقصف مواقع مدنية وإنسانية بحجة الحرب على التمرد.

تاريخ طويل من الجرائم ضد الإغاثة

ليست هذه المرة الأولى التي يستهدف فيها الجيش السوداني منظمات الإغاثة؛ فقد سبق أن قصف مقر برنامج الغذاء العالمي في ولاية النيل الأزرق، ما أسفر عن مقتل مدير المكتب وعدد من العاملين المحليين، كما تم قصف قافلة تابعة للصليب الأحمر في وقت سابق، وقُتل خلالها عدد من موظفي الدعم الإنساني.

هذه الجرائم الممنهجة تتنافى بشكل صارخ مع أحكام القانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف، التي تحظر استهداف العاملين في المجال الإنساني وتمنحهم حماية خاصة أثناء النزاعات المسلحة.

دعوات لمحاسبة مرتكبي الجرائم

تزايدت الدعوات من منظمات حقوقية سودانية ودولية لمحاسبة المتورطين في هذه الهجمات، ووقف الإفلات من العقاب الذي يُغري بتكرارها. وطالبت جهات حقوقية بتفعيل آليات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، وفتح تحقيقات عاجلة في الجرائم المرتكبة ضد القوافل الإنسانية في السودان.

ويأتي هذا الهجوم في وقت تشهد فيه البلاد أسوأ أزمة إنسانية منذ عقود، وسط نزوح الملايين وتفاقم حاد في أوضاع الغذاء والصحة.

“ما حدث في الكومة ليس مجرد قصف لقافلة، بل هو إعلان عداء سافر ضد الإنسانية”، تقول إحدى منظمات العمل الإنساني العاملة في الإقليم، مطالبةً بحماية عاجلة للمساعدات والإمدادات الإغاثية.

إن استمرار جيش الحركة الإسلامية في انتهاك القانون الدولي يشكل تهديداً كبيراً لحياة المدنيين ومقدمي الخدمات الإنسانية، ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤولية أخلاقية وقانونية لاتخاذ خطوات فاعلة لوقف هذه الاعتداءات، وتحقيق العدالة لضحايا الإغاثة الذين يدفعون حياتهم ثمنًا لمحاولات إنقاذ الآخرين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى