الأخبارتقارير

قلق وسط السودانيين في الإمارات مع تدهور العلاقات بين البلدين

مغتربون سودانيون: المواقف السياسية والدبلوماسية للمجلس السيادي برئاسة البرهان لا تمثلنا 

بورتسودان | برق السودان

“بقينا ما ننوم بالليل كويس بالقلق على مصيرنا ومصير اسرنا من احتمالات تدهور العلاقات بين السودان والإمارات للأسواء ”يقول فتحي أحمد، 42 سنة، مهندس ميكانيكي سوداني يعمل في الإمارات منذ عشرة سنوات.

مثل فتحي، يتابع مئات الآلاف من السودانيين العاملين بدولة الإمارات العربية المتحدة وذويهم والمعتمدين عليهم في السودان وخارجه، بقلق بالغ ووجوم تدهور العلاقات الرسمية بين السودان ودولة الإمارات هذه الايام. بالرغم من أجهزة الاعلام والصحفيين القريبين من الجيش “اعلام الإخوان المسلمين” كانوا يوجهون أصابع الاتهام لدولة الإمارات بمساندة قوات الدعم السريع منذ بداية الحرب في أبريل الماضي إلا ان قيادة القوات المسلحة السودانية لم توجه هذه الاتهامات علناً لدولة الامارات إلا في أواخر نوفمبر الماضي، حيث خرج الفريق ياسر العطا، مساعد القائد العام للجيش السوداني وعضو المجلس السيادي الانتقالي بمزاعم قال فيها إن “الإمارات تدعم قوات الدعم السريع”. هذه المزاعم التي وصفها بعض المراقبين بالافتقار للياقة الدبلوماسية الضرورية في العلاقات الدولية.

المواقف السياسية والدبلوماسية للمجلس السيادي والإخوان المسلمين لا تمثلنا 

لكن مصرفيا سودانياً، يعمل في الإمارات، فضل حجب اسمه، يرى ان مخاوف أمثال مواطنه فتحي،  مضخمة ومبالغ فيها إلى حد كبير ويشير إلى أن سلطات الإمارات قد بادرت بتقديم تسهيلات كبيرة للمقيمين والزوار السودانيين واعفتهم من غرامات التأخير وابتدعت “اقامة الكوارث” للسماح للسودانيين بمواصلة الإقامة في الإمارات في مايو الماضي بعد شهر واحد من نشوب الحرب في السودان كما قدمت مساعدات كبيرة للاجئين السودانيين في الجارة الغربية تشاد. ويستبعد محدثنا اقدام حكومة الإمارات على اتخاذ اجراءات تضر بمئات الآلاف من السودانيين الذين يقيمون ويعملون فيها منذ عقود مهما تدهورت علاقاتها الرسمية بالحكومة السودانية.

يعيش ويعمل في دولة الإمارات العربية المتحدة حوالى 200 الف سوداني، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، يخشون أن ينعكس التدهور في العلاقات الرسمية بين البلدين على أوضاعهم بدءاً من التضييق عليهم بالإجراءات الإدارية والقانونية وصولا لكابوس الابعاد الجماعي للسودانيين من الإمارات، الأمر الذي سيؤثر على الملايين من افراد اسرهم واقربائهم الذي يعتمدون عليهم في السودان وخارجه خاصة في ظروف الحرب المريرة التي فرضت الهجرة والنزوح على الملايين وتركتهم بلا مصدر دخل إلا تحويلات المغتربين.

أقرأ/ي  أيضًا:

ولن تقتصر النتائج الكارثية لتدهور العلاقات السودانية الإماراتية على المغتربين السودان في الإمارات فحسب، بل سيتعداه إلى ما هو افدح واكثر أذى على الاقتصاد السوداني برمته لأن الإمارات العربية المتحدة هي الشريك التجاري الأول للسودان خلال العقدين الماضيين إذ تذهب اليها 45% من صادرات السودان ويأتي منها 31% من واردات السودان حسب إحصاءات عام 2022.

وقد تكرس اعتماد السودان على سوق الإمارات في التصدير والاستيراد طوال أكثر من ثلاثة عقود من الحصار والعقوبات الدولية التي فرضت السودان في عهد الرئيس السابق عمر البشير، بسبب من الفظائع التي ارتكبت في حرب دارفور منذ عام 2003، ودعم الإرهاب وغيرها.

منذ ذلك الوقت اتخذت الحكومة ورجال الأعمال السودانيين دولة الإمارات العربية المتحدة مركزاً للتجارة الدولية للتغلب على عوائق العقوبات وسوقاً للاستيراد وإعادة تصدير المنتجات السودانية خاصة الذهب والصمغ العربي والحبوب الزيتية واستيراد كافة ما يحتاجه السوق السوداني. وربما يصعب على السودان ان يجد منفذا أخرا قريبا ومرنا ومنخفض الرسوم والضرائب مثل الإمارات، على الأقل في الوقت الراهن مما يعرض المئات من رجال الأعمال السودانيين لخسائر فادحة ويرفع أسعار السلع المستوردة في السودان.

كما أن الاستثمارات الإماراتية الحكومية والخاصة، المباشرة وغير المباشرة في السودان ذات أهمية اقتصادية كبيرة غير انه من الصعب علينا الحديث عنها في زمن الحرب الذي شل معظم الأنشطة الاقتصادية والتجارية في البلاد.

ما العمل؟

هذا الوضع القلق للسودانيين في دولة الإمارات العربية المتحدة يستدعى تحركاً نشطاً من القوى السياسية والمجتمعية السودانية للتواصل مع قادة الدولة وصناع الرأي في دولة الإمارات العربية المتحدة للدفاع عن مصالح السودانيين وحمايتهم من تبعات الحرب التي لا شأن لهم بها في السودان، وتوضيح ان المواقف السياسية والدبلوماسية للمجلس السيادي برئاسة البرهان لا يمثلهم ولا ينبغي أن يدفعوا ثمنه.

مواد ذات علاقة

أقرأ/ي أيضًا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى