قوات متحالفة مع الجيش تمنع نزوح المدنيين من الفاشر وتعيد النساء والأطفال قسرًا إلى معسكر زمزم
إغلاق الطرق وتهديد مباشر للناجين من القصف

الفاشر | برق السودان
أفادت مصادر محلية في مدينة الفاشر بولاية شمال دارفور، صباح اليوم الأربعاء، أن القوات المشتركة المتحالفة مع الجيش السوداني أقدمت على منع المدنيين والنازحين من مغادرة مناطق الاشتباكات نحو مناطق أكثر أمانًا، في خطوة وُصفت بأنها تمثل تهديدًا مباشرًا لحياة السكان، خصوصًا مع تصاعد القصف والمعارك في محيط المدينة.
وبحسب الشهادات، قامت هذه القوات بإغلاق الطريق الرابط بين مخيم زمزم للنازحين ومدينة طويلة، وهو الطريق الذي كان يُستخدم لنقل المدنيين الفارين من مناطق الاشتباك إلى مناطق ريفية أقل توترًا. وأشارت المعلومات إلى أن القوات أقامت حواجز تفتيش مشددة على طول الطريق، ومنعت مرور أي مركبات أو مجموعات مدنية، ما اضطر الكثير من الأسر إلى محاولة الهروب سيرًا على الأقدام عبر منطقة شقرة المجاورة، وسط ظروف أمنية بالغة الخطورة.
اعتقال وتعذيب وعمليات إرجاع قسري للنساء والأطفال
ووفقًا لمصادر من داخل معسكر زمزم، تم تسجيل عدد من حالات الاعتقال بحق رجال وسائقي مركبات حاولوا الخروج من المعسكر برفقة عائلاتهم، حيث جرى اقتيادهم إلى مواقع احتجاز غير معلنة، بعد تعرض بعضهم للضرب والتعذيب، فيما أعيدت النساء والأطفال الذين كانوا برفقتهم قسرًا إلى داخل المعسكر.
وأكدت المصادر أن بعض الأسر كانت تحاول الخروج تحت جنح الظلام لتجنب نقاط التفتيش، لكن القوات المشتركة كثفت من وجودها في محيط المعسكر والطرقات المؤدية إليه، مما جعل الهروب شبه مستحيل. وتحدث شهود عن حالات بكاء وانهيار نفسي لنساء تم إجبارهن على العودة بعد رؤية أزواجهن يُقتادون بالقوة.
تحذيرات من كارثة إنسانية في ظل تصعيد غير مسبوق
وتعيش مدينة الفاشر وضعًا إنسانيًا كارثيًا في ظل الحصار المفروض عليها من مختلف الجهات، وسط تصاعد حدة المعارك بين القوات الحكومية وقوات الدعم السريع، وانقطاع الإمدادات الغذائية والطبية، إضافة إلى تدهور الخدمات الصحية داخل معسكرات النازحين.
وكانت منظمات إنسانية قد دعت في وقت سابق إلى ضرورة فتح ممرات آمنة للمدنيين، وإتاحة الفرصة للنازحين لمغادرة مناطق الخطر، إلا أن الوضع الميداني المستمر في التدهور يُنذر بكارثة وشيكة، في ظل الصمت الدولي وعجز المجتمع الإنساني عن التدخل الفعّال.
وتزايدت المخاوف من أن تتحول مدينة الفاشر إلى بؤرة إبادة جماعية، خصوصًا بعد تصاعد الانتهاكات ضد المدنيين ومنعهم من الفرار، وهو ما يتطلب – بحسب ناشطين – تدخلًا عاجلًا من المجتمع الدولي والاتحاد الأفريقي لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.