
بورتسودان | برق السودان
وصل رئيس الوزراء السوداني المعيّن حديثًا، الدكتور كامل إدريس، إلى مدينة بورتسودان في ظل أوضاع سياسية معقدة، تمهيدًا لأداء القسم الدستوري أمام رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، في 31 مايو، على أن يبدأ ممارسة مهامه رسميًا مطلع يونيو. وتؤكد مصادر مطلعة أن إدريس سيصدر قرارًا بحل الحكومة الحالية فور تسلمه المنصب، مما ينذر بموجة جديدة من التوتر بين الأطراف المكونة للسلطة الانتقالية في بورتسودان.
تسعى أطراف مقربة من البرهان إلى إقصاء الحركات المسلحة من وزارات حساسة أبرزها وزارات المالية والمعادن
ضغوط من الحركة الإسلامية لإعادة التمكين تحت غطاء “التكنوقراط”
تشير المعلومات إلى أن “البرهان” يواجه ضغوطًا متزايدة من قادة الحركة الإسلامية لدفع إدريس، نحو تشكيل حكومة جديدة تضم قيادات من الصف الثاني للحركة، يتم تسويقهم على أنهم “تكنوقراط مستقلون”. ويُنظر إلى هذا التوجه باعتباره محاولة لإعادة تدوير وجوه الإنقاذ تحت لافتات مهنية، ما قد يقوّض ثقة الشارع السوداني في أي مسار إصلاحي حقيقي.
وتُعد هذه التحركات جزءًا من مخطط أوسع لإعادة التمكين السياسي للإسلاميين، مستفيدين من حالة الانقسام بين القوى المسلحة والسياسية في شرق البلاد، بالإضافة إلى دعم أطراف نافذة داخل الجيش.
تغييب الحركات المسلحة من الحقائب السيادية
بالتوازي، تسعى أطراف مقربة من البرهان إلى إقصاء الحركات المسلحة من وزارات حساسة، أبرزها وزارات المالية والمعادن، بحجة فشل تلك القوى في إدارة الملفات الاقتصادية والأمنية خلال الفترة الماضية.
وأكدت مصادر أن هذه الوزارات ستكون محور صراع حاد بين المكوّنات، خاصة في ظل تصاعد الغضب داخل الحركات المسلحة التي تعتبر التوجه محاولة لإضعاف نفوذها وضرب مكاسبها السياسية التي تحققت بموجب اتفاق جوبا للسلام.
خطة لخفض نسبة مشاركة الحركات إلى ما دون 10%
من جانب آخر، تتجه سلطة بورتسودان لمراجعة نسب التمثيل داخل هياكل الحكومة. وفي هذا السياق، تُطرح مقترحات لخفض نسبة تمثيل الحركات المسلحة من 25% إلى ما دون 10%، خصوصًا بعد الخسائر العسكرية التي تكبدتها هذه الحركات في دارفور وكردفان، ما يُستخدم كذريعة لإعادة توزيع السلطة بعيدًا عنها.
ويُتوقع أن يؤدي هذا التوجه إلى تصعيد سياسي كبير خلال الأسابيع المقبلة، وقد يعيد إنتاج الانقسامات التي عطلت العملية السياسية في العاصمة لسنوات، لكن هذه المرة داخل مدينة بورتسودان التي أصبحت مركزًا جديدًا للسلطة.
مستقبل غامض.. وإدريس أمام اختبار مبكر
يرى مراقبون أن كامل إدريس، سيجد نفسه في مواجهة أول أزمة سياسية منذ تسلمه المنصب، إذ أن قرار حل الحكومة وتشكيل أخرى جديدة لن يمر بهدوء، في ظل تضارب المصالح بين مكونات السلطة، والاتهامات المتبادلة بين الحركات المسلحة وقادة الجيش.
ورغم محاولة إدريس، الظهور كشخصية توافقية، إلا أن تحركات الأطراف المحيطة به، خصوصًا من داخل الدائرة العسكرية والإسلامية، تشير إلى أن فترة ولايته قد تبدأ بصدام سياسي واسع قد يهدد الاستقرار النسبي الذي تحقّق في بورتسودان مؤخرًا.