الخرطوم: برق السودان
✍عبدالرحمن الأمين
ما قامت به (الجزيرة) من بث فوري لصلاة التهجد البارحة من منزل بالخرطوم ليس خبراً يستحق الإحتفاء، فلا الكعبة إنتقلت للخرطوم ولا القارئ إسمه السديس، بل كان تصرفاً إستفزازياً يمط اللسان طويلاً إزدراءاً لقرارات حكومتنا، بل يمضي شوطاً إضافياً فيوفر جرعة نفسية تشجع كل من يريد تحدي قرارات الحكومة التي أصبحت موضة لأعداء الثورة هذه الأيام.
وهنا يتضح بجلاء خبث المقاصد وهو الخلط مابين رخصة الصلاة في المنزل بسبب جائحة الكورونا وتحويل صالون منزل أحد أغنياء مدينة الخرطوم لمسجد مكيف !!
فالأمر يماثل مايقوم به القصابون غير المرخصين عندما يتغافلون عن مسطرة الإلتزام بالقوانين الصحية فيقصبون الذبائح (الكِيري ) في المنازل وليس في المسالخ حيث ينبغي ! وحيث ان القانون يحرم التحايل علي أوامر البلدية بحظر ذبح الذبائح خارج نطاق المسالخ، حيث تتوفر الرعاية البيطرية للذبيح، وينص على عقوبات رادعة من اجل الصحة العامة فإن ذات المبدأ يجب ان يطال هذه الصلوات الجماعية الكيري لخطورتها وهذا الوباء اللعين يحصد عشرات الأرواح يومياً.
فبث صلاة جماعية من منزل ، هذه الأيام وقد إستدعت نازلة الكورونا إغلاق أقدس حرمين في مكة والمدينة، فيه ترحيب بل وتبني لتصرف غير قانوني وغير رشيد يخرق أمراً حكومياً بالطوارئ وحظراً للتجوال حفاظاً على صحة شعبنا.
مثل هذا العبث وعدم الأكتراث بقوانين السودان والموت الجماعي لأهله بإصابات الكورونا يستلزم ردعاً صارماً من وزارة الإعلام !
الدول المحترمة، كما نري ونسمع كل يوم، تنتصر لكل جزئيات سيادتها سيما وإن أوامر حظر التجول صادرة عن مجلس يمارس تلك السيادة.
الترجمة العقابية لهذا الكلام تستلزم سحب حقوق البث فوراً من مكتب قناة الجزيرة بالخرطوم وحظرها من السودان.
وأخيراً، لماذا تتكبد قناة الجزيرة تكاليف منصرفات نقل الصلاة من الخرطوم وتدفع أجرة للقمر الصناعي، ودونها القصور الأرحب في قطر والمساجد الأفخم التي تتزين بها الدوحة؟ ام ياتري ان للأمر صلة بإلتزام القناة القطرية بأمر طويل العمر قفل أبواب مساجد الدوحةً ومنع الصلوات الجماعية نهائياً !!