الأخبار

لهذه الأسباب تماطل تركيا بالموافقة على انضمام السويد للناتو!

وأرسلت الحكومة السويدية رسالة إلى نظيرتها التركية تتعلق بشروط أنقرة الأمنية التي تطلب تنفيذها قبل موافقتها النهائية على انضمام ستوكهولم لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مع فنلندا

وكالات | برق السودان

في تطوّر مفاجئ أرسلت الحكومة السويدية رسالة إلى نظيرتها التركية تتعلق بشروط أنقرة الأمنية التي تطلب تنفيذها قبل موافقتها النهائية على انضمام ستوكهولم لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مع فنلندا، حيث يحاول كلا البلدين الأوروبيين الانضمام إلى الناتو منذ اندلاع الحرب الروسية ـ الأوكرانية قبل حوالي ثمانية أشهر، لكن خلافات بين أنقرة وستوكهولم تمنع ذلك، فهل تطوي هذه الرسالة صفحة التوترات بين الجانبين؟.

كشفت السويد في رسالتها الموجّهة إلى الحكومة التركية عن اتخاذها لخطواتٍ فعلية لمعالجة مخاوف أنقرة الأمنية مقابل الحصول على موافقتها للانضمام إلى الناتو دون أن تعلن على وجه التحديد الإجراءات التي أقدمت عليها والتي تتعلق بتسليم مقاتلين من حزب “العمال الكردستاني” وشخصياتٍ مقرّبة من الحزب إلى الجانب التركي، علاوة على تسليمها أعضاء من حركة “الخدمة” التي يتزعّمها الداعية التركي فتح الله غولن والذي يتّهمه الرئيس رجب طيب أردوغان بالوقوف خلف المحاولة الانقلابية الفاشلة على حكمه والتي حصلت في منتصف يوليو من العام 2016.

واعتبر الأكاديمي التركي وخبير العلاقات الدولية إلهان أوزغال أن “الجانب التركي سيعارض انضمام السويد إلى الناتو حتى الصيف المقبل، حيث ستشهد البلاد انتخابات رئاسية وبرلمانية حاسمة، ولذلك تستغل أنقرة هذا الملف من أجل الحصول على تنازلات من الغرب والولايات المتحدة وأيضاً لاستخدام هذا الملف في الشأن الداخلي”.

وقال أوزغال بلقاء في “العربية.نت” إن “الحصول على تنازلات من السويد في نهاية المطاف سوف تعزز صورة أردوغان لدى أنصاره”، مضيفاً أن “الرئيس التركي يرغب في إظهار نفسه أمام أنصاره كزعيمٍ تمكّن من التغلّب على خصومه في الخارج، ولهذا يماطل في مسألة انضمام السويد إلى الناتو”.

ورجّح مصدر ديبلوماسي أوروبي لـ “العربية.نت” أن تؤدي هذه الرسالة إلى تسريع المفاوضات بين الجانبين السويدي والتركي والتي تتمركز بشكل أساسي حول قضايا أمنية تتعلق بحزب “العمال الكردستاني” وحركة “الخدمة”.

ولم ترد أنقرة حتى الآن على رسالة الحكومة السويدية، لكن مصادر تركية مطّلعة أشارت لـ “العربية.نت” إلى أن الجانب التركي في ردّه المرتقب سيتمسّك بشروطه التي تتعلق بتسليم مطلوبين إليه وفق قائمة أعدّها قبل أشهر”.

وبحسب وكالة رويترز، فقد تعهّدت ستوكهولم لأنقرة بتسريع جهود مكافحة “الإرهاب” ضد حزب “العمال الكردستاني” الذي تصنّفه أنقرة كجماعة “إرهابية” وهو الذي يخوض تمرّداً مسلّحاً ضدها منذ العام 1984، لكنها حتى الآن لم تقم بتسليم أي أعضاء من “الكردستاني” إلى أنقرة.

ورغم أن ستوكهولم أشارت في رسالتها الموجّهة إلى الحكومة التركية، إلى تسليمها لمطلوبٍ تركيّ الجنسية إليها، لكن هذا الأخير لم يكن عضواً في حزب “العمال الكردستاني” وإنما رجل أعمال متهم بالاحتيال على عددٍ من المصارف والبنوك المحلّية في البلاد.

وتشترط الحكومة السويدية على نظيرتها التركية تقديم مستندات وأدلة تؤكد قيام المطلوبين بممارسة أنشطة “إرهابية” مقابل سماحها بتسليمهم إلى تركيا وإعادتهم إلى أراضيها إن لم يكن قد حصلوا على الجنسية السويدية في وقتٍ سابق.

ومن شأن تسليم المطلوبين إلى تركيا أن يؤدي لتسريع عملية انضمام ستوكهولم وهلسنكي إلى الناتو بعد مباحثاتٍ بين مختلف أطراف هذا الحلف العسكري منذ أشهر.

وكانت وزارة الخارجية التركية قد استدعت يوم الخامس من أكتوبر الجاري، سفير السويد في أنقرة بسبب برنامج بثّه التلفزيون الحكومي عرض محتوى وصفته بأنه مسيء لتركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان الذي عاد قبل ذلك بأيام ليكرر تهديده بأن بلاده لن تصدق على طلب عضوية السويد وفنلندا في الناتو “حتى يتم الوفاء بالوعود” التي قطعتها الدولتان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى